المراكز الثقافية في دول المهجر سفيرة المغرب عبر العالم قال محمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية، إن خلق مراكز ومؤسسات ثقافية في الدول التي يعيش فيها المغاربة، من شأنه أن يغني الحوار الحضاري بين مغاربة العالم والبلدان التي يقطنون بها. ------------------------------------------------------------------------ وأضاف عامر خلال لقاء صحفي نظم بالبيضاء الثلاثاء الماضي، أن هم الهوية والثقافة حاضر في أذهان الجالية المغربية خاصة الجيل الثاني. ودعا الوزير المستثمرين المغاربة عبر العالم إلى الاستثمار في المجال الثقافي، لاعتباره مجالا حيويا، وفرصة لإبراز الثقافة المغربية والتعريف بها. وفيما يتعلق بمشاكل الجيل الثاني من أبناء الجالية المغربية في الخارج، اعتبر عامر أن أهم مشكل لدى هذا الجيل يتجلى في الجانب الثقافي بالدرجة الأولى، موضحا أن أبناء هذا الجيل في حاجة إلى التعرف على ثقافة بلدهم الأصلي ليظل الارتباط به قائما من جهة وليسهل اندماجهم في بلد الإقامة. مشيرا في نفس الوقت إلى الجهود المبذولة من طرف الوزارة المكلفة بالجالية المغربية في الخارج وكذا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والعديد من الهيئات الأخرى من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية لأبناء الجالية المغربية في الخارج. وفي سياق ذلك، أكد عامر على أهمية الإستراتيجية الحكومية المعتمدة للنهوض بأوضاع الجالية المغربية بالخارج والتي تقوم على عدة ركائز، من بينها مواكبة اندماج أفراد هذه الجالية بدول المهجر، والحفاظ على علاقتها ببلدها الأصلي. كما أشار إلى العمل على إقامة مراكز ثقافية، ودعم جمعيات المغاربة بالخارج، وفئات المهاجرين الذين يوجدون في وضعية هشة، إضافة إلى وضع برنامج للدعم القانوني، وصندوق لدعم استثمار الجالية وتحفيزه. كما أبرز عامر الدور الحيوي والاستراتيجي الذي تضطلع به الجالية المغربية في الخارج في سبيل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وفي سياق متواصل، أوضح عامر، أن الجالية المغربية في الخارج حاضرة في عدد من المواقع وتتصدى في كل المجالات لخصوم الوحدة الترابية، مشيرا إلى أن المكتسبات التي أنجزت في مجال الدفاع عن قضية الصحراء المغربية، بما فيها الدعم الأممي، تحققت بفضل التعبئة التي قامت بها الدولة والأحزاب السياسية وكذلك المغاربة المقيمون بالخارج. وإلى ذلك أيضا، أكد عامر استعداد الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج لإعطاء دفعة جديدة لمرافقة المهاجرين المغاربة، من خلال إقامة شراكات في المجالات التربوية والاجتماعية والثقافية للاستجابة أحسن لتطلعاتهم وانشغالاتهم، مبرزا أن المغرب يراهن على هذه الجالية من أجل ضمان تنميته الاقتصادية، بالإضافة إلى الدفاع عن مصالحه والمحافظة على إشعاعه الثقافي والحضاري. وكان الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج قد ترأس، مؤخرا، بمعية وزير الثقافة في الحكومة الفلامانية بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، حفل افتتاح دار الثقافة المغربية الفلامانية، التي أنجزت في إطار شراكة بين الوزارتين، حيث تهدف إلى تطوير التبادل الثقافي وإنعاش الحوار الحضاري بين البلدين. وتشكل دار الثقافة المغربية الفلامانية فضاء لتمكين الجالية المغربية بالخارج، وخاصة الأجيال الجديدة، من الإطلاع على غنى وتنوع الثقافة المغربية بشكل يساعد على الاندماج في المحيط الذي تعيش فيه والتعايش مع الحضارات والثقافات الأخرى. وفي سياق آخر، كان عامر قد أكد على أهمية طواف مغاربة العالم، الذي ينظم هذه السنة بالأقاليم الجنوبية، بشراكة مع وكالة تنمية وإنعاش الأقاليم الجنوبية، مضيفا أن الطواف يشكل فرصة للتعرف على المغرب العميق وتمكين أبناء الجالية وضيوفهم من اكتشاف المؤهلات التي تزخر بها المنطقة لبحث سبل الاستثمار والمساهمة في تنمية المنطقة. وذكر أن هذا الطواف يعتبر إضافة نوعية للتأكيد على استمرار متانة العلاقة واستمرارها ما بين الجالية المغربية المقيمة بالخارج وبلدهم الأصلي. يشار أن الوزير كان قد أجرى في وقت سابق بمدينة اشبيلية مباحثات مع رئيس الحكومة المستقلة للأندلس، «خوسي أنطونيو غرينيان» تمحورت حول سبل تطوير العلاقات بين المغرب والأندلس، خاصة في المجال الثقافي وتشجيع مشاركة الجالية المغربية المقيمة في هذه الجهة في تعزيز هذه العلاقات. كما أجرى مباحثات مع مديرة مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط «إلبيرا سان خيرونس إيريرا «، تمحورت بشكل خاص حول بحث سبل النهوض بمشاركة مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط في الإشعاع الثقافي للمغرب في كل من جهة الأندلس وإسبانيا.