تقارير إعلامية متواترة عن وقوع انفجار كبير في أحد مواقع تخصيب اليورانيوم بإيران، تعطي وجاهة خاصة لتحذيرات خليجية، لم يمض على إطلاقها وقت طويل، من وجود مخاطر في البرنامج النووي الإيراني بغض النظر عن سلميته من عدمها، مأتاها شكوك في امتلاك طهران للخبرة الكافية والتكنولوجيات اللازمة للتحكم في ذلك البرنامج. فقد أعطت أنباء عن انفجار كبير في أحد المواقع الإيرانية لتخصيب اليورانيون، وجاهة لتحذيرات خليجية، لم يمض على إطلاقها وقت طويل، من وجود مخاطر في البرنامج النووي الإيراني بغض النظر عن سلميته من عدمها، مأتاها شكوك في امتلاك طهران للخبرة الكافية والتكنولوجيات اللازمة للتحكم في ذلك البرنامج، ولإدارة مخزونها من المواد المشعة الخطرة ومنعها من التسرّب إلى الطبيعة، وتحديدا إلى مياه الخليج، بفعل الأخطاء البشرية أو الكوارث الطبيعية. واستند الموقف الخليجي آنذاك إلى مقارنة ضمنية منطقية بين طهران من جهة، ومن جهة ثانية، أوكرانيا واليابان اللتين تفوقان إيران امتلاكا للتكنولوجيا النووية، ومع ذلك لم تستطيعا منع حدوث كارثتين كبيرتين في كل من تشرنوبل وفوكوشيما. ونفت إيران تقارير إعلامية عن وقوع انفجار كبير في أحد مواقع تخصيب اليورانيوم ووصفتها بأنها «دعاية غربية» تهدف الى التأثير على المفاوضات النووية القادمة. وحسب المراقبين يبدو الإنكار الإيراني لمثل هذه الحوادث أمرا منطقيا، لكنه لا ينفي إمكانية حدوثها، اعتبارا لتعجّل إيران في امتلاك مخزون كبير من اليورانيون دون توفير مستلزمات ذلك من وسائل الوقاية والحماية. وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، حذّر، خلال قمة حول المياه احتضنتها دولة الإمارات العربية المتحدة، أواسط الشهر الجاري، من خطورة مفاعل بوشهر النووي الإيراني الذي أصبح يمثل تهديدا للبيئة خاصة بعد الأنباء التي ترددت عن خلل فني أدى إلى وقف تشغيله لفترة محددة. ودعت دول المجلس إيران إلى الالتزام بالشفافية التامة حيال هذا الموضوع، والانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية، وتطبيق أعلى معايير السلامة في منشآتها. وقال الزياني «إن دول مجلس التعاون أعربت دائما عن مواقفها المعروفة والثابتة تجاه مساعي إيران للحصول على الطاقة النووية، مشددة على أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، ومشيرا إلى أن دول مجلس التعاون حرصا منها على توفير الحماية اللازمة لمواطنيها وأراضيها ومياهها الإقليمية من تأثيرات الإشعاعات النووية، تبنّت العديد من الخطط والبرامج الضرورية، ومن بينها مشروع إنشاء مركز خليجي للرصد البيئي يتولى إجراء الفحوصات وقياس نسب الإشعاعات النووية في منطقة الخليج العربي ورصد التلوث فيه. ومنذ الجمعة الماضية تتردد تقارير عن قوع انفجار في منشأة فوردو النووية الإيرانية المقامة تحت الأرض بالقرب من مدينة قم. وقالت بعض وسائل الإعلام إن الانفجار سبّب أضرارا بالغة. وتتهم طهران اسرائيل والولايات المتحدة بأنها وراء هجمات إلكترونية واغتيال علماء نوويين بهدف تخريب برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في انه يهدف الى صنع أسلحة نووية. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية عن نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية سعيد شمس الدين بار برودي قوله الأحد «الأنباء الكاذبة عن انفجار في فوردو دعاية غربية قبل المفاوضات النووية للتأثير على عليها وعلى نتيجتها». ونقل تقرير الوكالة ايضا عن رئيس لجنة الامن القومي والشؤون الخارجية بالبرلمان علاء الدين بوروجيردي نفيه الشديد لوقوع انفجار. وبدأت منشأة فوردو في أواخر عام 2011 إنتاج اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء نسبتها 20 بالمائة مقارنة مع مستوى 3.5 في المئة الذي تحتاج إليه وحدات توليد الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية. وهي تقوم بتشغيل 700 جهاز طرد مركزي منذ يناير الماضي وفقا لما ذكره دبلوماسيون غربيون. وتشاطر حكومات غربية قلق الخليجيين إذ ترى أن تخصيب اليورانيوم الى مستوى مرتفع خطوة مهمة نحو تطوير قدرة إيران على صنع اسلحة نووية. وتقول إيران إن أنشطتها النووية مخصصة بالكامل للأغراض السلمية وأنها بدأت إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب الذي لم تعد قادرة على الحصول عليه من الخارج للاستخدام في الأغراض الطبية.