الأسر المغربية ترفع من استهلاكها خلال الثلاثة أشهر المقبلة توقعت المندوبية السامية للتخطيط أن يشهد الاستهلاك المحلي للأسر خلال الفصل الأول من 2013 بعض التطور في وثيرة نموه ليحقق زيادة تقدر ب 4,1٪. وعزت المندوبية، في مذكرة إخبارية توصلت بيان اليوم بنسخة منها، هذا التطور بالأساس إلى التحسن المرتقب للأنشطة الفلاحية وكذلك لتباطؤ أسعار المواد الغذائية) +2,4٪(، مقارنة مع الفصل الذي قبله. وقالت المندوبية أن بعد الديناميكية التي شهدها خلال سنة 2011، تباطأت وتيرة نمو الاستهلاك النهائي للأسر بشكل ملحوظ في الفصل الرابع من 2012 لتستقر في حدود 2,6٪، مقابل 9,7٪ في العام السابق. وقد تأثر استهلاك الأسر خاصة من انخفاض الإنتاج الوطني الفلاحي وارتفاع أسعار المواد الغذائية ب 3,2٪، وكذلك تراجع المداخيل الخارجية، وخاصة تحويلات المغاربة القاطنين في الخارج، والتي انخفضت بنسبة 4٪، نهاية شهر دجنبر. وفي المقابل، ارتفعت واردات السلع الاستهلاكية بنسبة 1,1٪، في حين تباطأت وتيرة قروض الاستهلاك لتستقر في حدود 10٪، نهاية شهر نونبر.2012 وبخصوص الطلب الخارجي الموجه للمغرب توقعت المذكرة أن يشهد بعض التحسن خلال الفصلين الأول والثاني من 2013، وذلك تزامنا مع انتعاش واردات الشركاء الرئيسيين. إلا أن وتيرة نموه ستظل متواضعة نسبيا، حيث لن تتجاوز %1 حسب التغير الفصلي. كما أن هذا التحسن يأتي بعد فصلين متتاليين من انخفاض الطلب الخارجي، عقب التباطؤ الذي شهدته التجارة العالمية، خلال النصف الثاني لسنة 2012. وحسب المصدر ذاته فستعرف الأنشطة الفلاحية بعض الديناميكية خلال سنة 2013، بعدما تقلصت ب %8,1 خلال الموسم الفارط. ويرتقب أن تحقق معظم المنتوجات تطورا إيجابيا، وخاصة في حالة ملاءمة التساقطات المطرية لفصل الشتاء. ولاحظ المصدر أن انطلاقة الموسم الفلاحي الحالي مرت في ظروف جيدة، بالنظر إلى تحسن نسبة التساقطات ب %38 أواخر شهر دجنبر 2012، وكذلك الاحتياطات المتخذة من طرف السلطات العمومية لضمان تزويد الأسواق بالأسمدة. وتوقعت المندوبية أن يعرف إنتاج الحبوب والخضروات بعض الانتعاش، بعد أن تميزت سنة 2012 بقلة الأمطار خلال فصل الشتاء. كما سيتحسن، حسب ذات المصدر، إنتاج الزيوت والفواكه بفضل ارتفاع نسبة ملء السدود. كما سيتراجع محصول المنتوجات المصدرة مقارنة مع الموسم الفارط، حيث ستتأثر المبيعات من ارتفاع الحرارة التي شهدتها خلال فصلي الصيف والخريف لسنة 2012، كما يشير إلى ذلك انخفاض الصادرات من الحوامض والبواكير، نهاية شهر نونبر ب %23,8 و %23,4، على التوالي. وباعتماد إنتاج يصل إلى 70 مليون قنطار من الحبوب الرئيسية الثلاث، ينتظر أن تتحسن القيمة المضافة الفلاحية بنسبة 5,9٪، خلال الفصل الأول 2013. إلا أنه في حالة عودة الجفاف خلال فترة نمو النباتات، فيحتمل أن يتراجع محصول الحبوب والخضروات وكذلك إنتاج المواشي للسنة الثانية على التوالي، تضيف مذكرة المندوبية السامية للتخطيط. بخصوص إنتاج الطاقة قالت المذكرة أنه خلال الفصل الأول 2013، سيستفيد القطاع من الظرفية المناخية الملائمة ومن تحسن الطاقة الإنتاجية للكهرباء، في إطار برنامج 2013-2015 الذي يتوقع انطلاقة وحدات حرارية جديدة لإنتاج الطاقة. كما سيعرف الطلب الخاص بإنتاج الطاقة ذات الضغط المرتفع بعض التحسن. فيما سترتفع أسعار النفط بوتيرة أقل مقارنة مع 2012، مما سيساهم في دعم قطاع تكرير النفط. وموازاة مع هذا التطور، توقعت المندوبية السامية أن ترتفع القيمة المضافة للطاقة بنسبة %0,5، في الفصل الأول 2013، مقارنة مع الفصل الذي قبله.