القطع المفرط للأشجار والاستعمال الجائر للمراعي يؤدي إلى الإضرار بعدد من الأنواع النباتية يزخر إقليمالسمارة بثروة غابوية ذات أهمية بالغة تمتد على قرابة 130ألف هكتار،مما يجعل هاته الثروة كنزا ثمينا يتعين حمايته من مختلف الأخطار التي تتهدده. وتعتبر أشجار الطلح أهم مكونات هذه الثروة الغابوية التي تعكس ما يمتاز به الإقليم من خصائص طبيعية ومناخية متنوعة، والتي تلعب دورا هاما فيمكافحة زحف الرمال وتحقيق التوازن البيئي وحماية التربة من الانجراف. نظرا لما يواجه هذه الثروة من أخطار تتنوع ما بين الاستغلال العشوائي، والقطع المفرط للأشجار، والاستعمال الجائر للمراعي الذي يؤدي الى الإضرار بعدد من الأنواع النباتية، فقد اتخذت المندوبية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مجموعة من التدابير الاستعجالية للحفاظ على الغابة، ولتفادي انقراض أشجار الطلح الصحراوي . وتشمل هذه الإجراءات التي تندرج في إطار تنفيذ برنامج العمل الوطني لمحاربة التصحر ومسار تحيينه، إنتاج الأغراس الغابوية (780 ألف شتلة) بغلاف مالي يقدر ب 3 ملايين و120 ألف درهم، وانجاز حزام أخضر شمال غرب مدينة السمارة، وصيانة المنجزات على مساحة 120 هكتار، بقيمة مالية تصل إلى 4 ملايين و400 ألف درهم، منها مليون و400 ألف درهم مخصصة لصيانة المنجزات. كما تهم هاته التدابير إعادة إحياء التشكيلات الغابوية الطبيعية التي تهم تخليف شجر الطلح على مساحة 900 هكتار وصيانة المنجزات على مساحة 700 هكتار بكلفة مالية تقدر ب 14 مليون درهم، فضلا عن محاربة زحف الرمال باعتماد التثبيت البيولوجي للكثبان الرملية على مساحة 150 هكتار، وصيانة المنجزات بغلاف مالي يقدر ب 2 ملايين و950 ألف درهم . كما نظمت المندوبية، حملات تحسيسية لتوعية السكان بأهمية الغابة وضرورة حمايتها والحد من المخالفات المترتبة عن قطع الأشجار بالإضافة الى الشروع في عملية تشجير واسعة النطاق وتزويد السكان والمؤسسات العمومية والتعليمية بالأغراس للمساهمة في الرفع من مساحات المناطق الخضراء وإنتاج الأغراس الغابوية وتهيئة حوض الربيب بمدخل المدينة كفضاء اخضر لإنتاج أغراس ملائمة للظروف الطبيعية والمناخية المحلية وتوفير حاجيات الإقليم من الأغراس على مدار السنة. وأبرز المندوب الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالسمارة يوسف زدان، ان المندوبية عملت على توفير 147 الف شتلة منها 92 الف شتلة من الطلح الصحراوي، و25 الف من "الأركان"، بهدف إعادة إحياء التشكيلات الغابوية على مساحة 200 هكتار سنويا، و 18 الف شتلة من "الطرفة"، لاستغلالها في محاربة زحف الرمال على مساحة 30 هكتار، إضافة الى جلب 2000 شتلة مختلفة من الأشجار الصحراوية. وأوضح زدان في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، انه بالإضافة الى تعويض الأنظمة المتدهورة بفعل التصحر والاستغلال العشوائي، والسهر على صيانة المنجزات لمدة سنتين بالنسبة للتشكيلات الغابوية، ولمدة سنة واحدة بخصوص الأشجار المخصصة لمحاربة زحف الرمال، فانه سيتم في اطار شراكة إحداث فضاء تجريبي خاص بالنباتات الطبية والعطرية بمشتل الربيب بمدخل المدينة. وأضاف المندوب الإقليمي انه بهدف تعزيز اجراءات الحفاظ على هذه الغابة وحمايتها من الاستغلال العشوائي سيتم بتنسيق مع السلطات المحلية والمنتخبين والمجتمع المدني، توفير 8 حراس، وإحداث نقط للماء حسب تواجد الرحل ومسار تنقلهم، داعيا الى تضافر جهود مكونات الإقليم من سلطات عمومية ومنتخبين ومجتمع مدني، وانخراطهم الفعال لحماية هذا الكنز الطبيعي والحفاظ عليه. وبخصوص الثروة الحيوانية أشار يوسف الى ان الإقليم يتوفر على تشكيلة متنوعة هامة من الوحيش تشمل أساسا الأرنب البري، والثعلب الصحراوي، وابن آوى، والقنفوذ، والغزال الجبلي، والقط الوحشي، بالإضافة الى أنواع مختلفة من الزواحف، والطيور (الحبارى، والحجل البري، و البط الصحراوي، والنسور)، مبرزا ان مصالح المياه والغابات ومحاربة التصحر بصدد عقد شراكة مع الجامعة الملكية المغربية للقنص بهدف توفير حراس غابويين لحماية هذه الثروة الوحيشية من القنص العشوائي. ونظرا لقيمة هذه الثروة الوحيشية، والتي من شأنها المساهمة في إنعاش الاقتصاد المحلي وخاصة تنمية السياحة الايكولوجية، و تثمين المسالك السياحية بالمنطقة، فسيتم انجاز دراسة لإحداث منطقة محمية ذات مواصفات دولية تحترم القانون المنظم للمحميات والمنتزهات ، وانجاز محطة لتأقلم الوحيش الصحراوي بضواحي سيدي احمد الركيبي بالجماعة القروية حوزة.