«تجمعيون» يسعون إلى الإطاحة بمرشح الأحرار لمجلس المستشارين كشفت مصادر مطلعة أن السباق على خمسة مقاعد بمجلس المستشارين بجهة طنجة تطوان كان ألغاها المجلس الدستوري، سيتخذ أبعادا حادة ليس لكثرة المرشحين بل لتفجر أحزاب رئيسية من الداخل، وظهور أكثر من مرشح عن الحزب الواحد. وفي هذا السياق، علمت بيان اليوم، أن أحمد الديبوني عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، رفض «في موقف مبدئي منه، المشاركة في لائحة حزبه كوصيف لسمير عبد المولى»، معتبرا أن «قاعدته الانتخابية لن تسمح له بتكرار سيناريو أكتوبر الماضي، حين تحول إلى حائط قصير عبر من خلاله عبد المولى إلى الغرفة الثانية دون جهد يذكر منه». وبحسب ما ظهر من معطيات، فإن الديبوني، وإن كان أحمد التوهامي رئيس الفريق النيابي للحزب، يسعى لثنيه عن هذا القرار، قد حسم في موضوع عدم ترشحه باسم البام كوصيف للائحته، ويستعد في الوقت الحالي لتقديم ترشحه ضمن لائحة غير حزبية، أو في حال تعذر ذلك، الترشح باسم حزب آخر. وتنظر مصادر بالبام، إلى هذا القرار على أنه كبوة بالنسبة للحزب، وإن كان هناك إصرار مبدئي، في وقت سابق، على وضع الديبوني خارج لائحة الحزب، من طرف القيادة الجهوية، إلا أن عزم هذا الأخير على الترشح مع ما صاحبه من تهديدات مبطنة من بعض قياديي الحزب، يضرب بقوة في حظوظ عبد المولى، سيما أن الديبوني قد يحصل على ثلث أصوات كتلة البام الناخبة هنالك على الأقل بحسب تقديرات المراقبين . ويمتلك الديبوني، بحسب تلك المصادر، (قوة انتخابية ) خصوصا على مستوى مناطق المضيق والفنيدق وتطوان وشفشاون، التي كانت بمثابة معقله حيث يفوز، من خلال أصوات منتخبيها، بمقعده البرلماني لما كان ضمن صفوف الحزب الوطني الديمقراطي. ومن جانب آخر، يعيش حزب التجمع الوطني للأحرار تمزقا كبيرا حسب مصادر حزبية محلية توقعت حدوث مفاجآت قد تسقط مرشحه الرسمي لحد الآن، محمد البكوري. وبعدما قطع رشيد الطالبي العلمي أشواطا كبيرة في فرض مرشحه، البكوري، كوكيل للائحة التجمع الوطني للأحرار بجهة طنجة تطوان، في الانتخابات الجزئية المزمع إجراؤها في 31 غشت المقبل، كشف «تجمعيون» عن نيتهم الترشح باسم أحزاب أخرى أو في لوائح غير حزبية. ومن أبرز هؤلاء، جمال الأربعين، نجل رجل الأعمال، عبد الرحمان الأربعين، الذي من المرجح أن يترشح باسم حزب الوسط الاجتماعي، بدل حزبه الأصلي. وبحسب مصادرنا، فإن جمال الأربعين الذي صارع من أجل منحه التزكية، خابت آماله، سيما أنه كان يعول على محمد بوهريز الذي كان يعمل على فرض أحد مقربيه، مرزوق مخلوف كوكيل للائحة الحزب، ولم يفلح؛ ويظهر أن مرشح الطالبي سيواجه صعوبات من داخل التجمعيين، إذ من المرجح أن يميل جزء كبير من تجمعيي طنجة إلى دعم الأربعين، حتى ولو ترشح باسم حزب آخر. ويزداد الأمر تعقيدا بالنسبة للأحرار، مع دخول التجمعي السابق عبد السلام أخوماش، والذي كان غادر الحزب إلى حزب العدالة والتنمية بسبب صراعات شديدة مع الطالبي، إلى السباق. وسيدخل أخوماش وهو برلماني سابق، الانتخابات بدون غطاء حزبي أيضا، وهدفه «إسقاط مرشح الطالبي». والغريب أن أخوماش سيغادر حزب العدالة والتنمية إلى حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما تم قبول طلب التحاقه مؤخرا، لكن إعلان التحاقه بالبام بشكل رسمي سيكون بعد إجراء الانتخابات الجزئية. وينضاف إلى الاثنين، تجمعي ثالث، هو عبد الواحد الشاعر، الذي يعول عليه الاتحاديون بشكل كبير لدعم لائحتهم، إذ يبدو أن هذا المستشار البرلماني، الذي استقال من الأحرار مؤخرا، مصمم على محاصرة لائحة حزبه السابق، في منطقة تطوان والمضيق والفنيدق، حتى وإن لم يكن معنيا مباشرة بالسباق. وبين هؤلاء، ستتصارع أسماء من العيار الثقيل على المقاعد الخمسة، بينها محمد أقبيب من الاتحاد الدستوري، وعبد الإله الحسيسين من حزب الاستقلال والبشير العبدلاوي من حزب العدالة والتنمية.