صفعة جديدة تتلقاها الجزائر التي راهنت على البرلمان النمساوي لمزيد من إزعاج المغرب بالقضية التي تدرك أكثر من غيرها أنها قضية مفتعلة. فقد استفاقت المخابرات الجزائرية على خبر كان بطعم العلقم بالنسبة إليها يتمثل في قرار عليين حبيب الكنتاوي ممثل «البوليساريو» بالسويد، العودة إلى بلده المغرب أياما بعد الزيارة التي قام بها لأسرته بمدينة العيون في إطار البرنامج الذي ترعاه المفوضية السامية لغوث اللاجئين. القيادي بالجبهة والذي ارتبط اسمه في الأيام الأخيرة بفضيحة «إرشاء» برلمانيين في بلد السويد من أجل انتزاع اعتراف بئيس بالجمهورية الوهمية، قرر عدم المضي في «لعبة الجزائر» وإنهاء مهامه والعودة للاستقرار بالعيون. القرار لم يرق للجزائر التي حركت قيادة جبهة البوليساريو لربط اتصالاتها بالدبلوماسي المنشق لإقناعه بالتراجع عن موقفه. غير أن محاولاتها باءت بالفشل. وتفتح عودة عليين حبيب الكنتاوي الباب على مصراعيه لمزيد من الانشقاقات في جسم البوليساريو الذي طاله الإجهاد من لعبة الجزائر التي تضع له الوصفات الجاهزة للقيام بعمليات المراوغة والتعنت والخداع من أجل إطالة أمد النزاع المفتعل خدمة لأجندتها الخاصة، على حساب المحتجزين الأبرياء. فقد سبق للعديد من القادة المنشقين، آخرهم أحمد ولد سويلم، الأوضاع في مخيمات تندوف، المدينة المغربية سابقا، بأنها كارثية وتقترب من حالة المجاعة، مشيرين إلى أن هذه الوضعية هي التي تفسر نداءات الاستغاثة لتحسين أوضاع اللاجئين الذين زرع مشروع الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب، كإطار لحل قضية الصحراء أملا في نفوسهم، لأنه سيضع حدا لمأساتهم، ويحررهم من البقاء في المخيمات. ومن المرتقب، حسب تصريحات سابقة، أن يتواصل ذوبان البوليساريو الذي وصفوه بقطعة الثلج التي تتأثر بوهج « عودة الوعي» لدى القادة الذين يتحينون الفرصة للعودة إلى المغرب الذي قطع أشواطا تنموية كبيرة على الرغم من المصاعب التي يعانيها وكيد الكائدين.