شارك أحمدو ولد سويلم، القيادي السابق ببوليساريو، الذي التحق، أخيرا، بأرض الوطن، أول أمس السبت بالداخلة، في لقاء مع فاعلين من المجتمع المدني تركز حول الأوضاع داخل مخيمات تندوف. وشكل اللقاء مناسبة عبر من خلالها ولد سويلم عن استياء سكان المخيمات من ممارسات البوليساريو، التي تخضع قراراتها لتأثير الجزائر. كما أبرز ولد سويلم “فشل الأطروحة الانفصالية لقياديي البوليساريو، التي تبين أنها غير واقعية ولا تتجاوب مع قناعات الصحراويين”، معربا عن امتعاض المحتجزين بتندوف واستيائهم من أفعال البوليساريو والجزائر “اللذين يستفيدان من استمرار الوضع القائم على حساب معاناة محتجزي المخيمات”. وفي معرض رده على أسئلة الحضور، لفت ولد سويلم الانتباه إلى تناقضات موقف الجزائر التي “تدعي الدفاع عن مصالح الصحراويين، لكنها ترفض في الوقت ذاته عودتهم إلى أرض الوطن، من خلال الإبقاء عليهم في مكان لا يطاق”، مشيرا إلى أن “الجزائر تستخدم البوليساريو لشن حرب بالنيابة ضد المغرب”. وندد ولد سويلم بالمناسبة بتعنت “البوليساريو الذي لا يعد سيد قراراته، والذي يتحرك بتأثير من الجزائر، ولا يمكنه الانخراط في أي مشروع لتسوية النزاع”. وبعد أن أشار إلى أن البوليساريو يبذل “كل ما في وسعه لزرع الكره تجاه الوطن الأم ودفع الصحراويين نحو فقدان الثقة في المستقبل”، ندد ولد سويلم بمسلسلات “التفقير والتأثير المعنوي وغسل الدماغ” التي يخضع لها سكان المخيمات. وبعد التطرق إلى مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لتسوية هذا النزاع المفتعل بشكل نهائي، أوضح ولد سويلم أن هذه المبادرة شكلت “خطوة جريئة” ومنحت “بديلا جديا لحالة الجمود التي تعرفها قضية الصحراء”. وأضاف أن”تعنت موقف البوليساريو يتعارض مع التشبث المتزايد للصحراويين بمبادرة الحكم الذاتي”. ودعا ولد سويلم، بالمناسبة، الصحراويين إلى التعبئة بشكل أكبر لتحقيق هذه المبادرة ” التي تأخذ بعين الاعتبار انشغالاتنا وتضمن مستقبلنا داخل أرض الوطن”. من جهتهم، دعا المتدخلون، الذين أشادوا بقرار ولد سويلم العودة إلى المملكة، إلى التعبئة من أجل ضمان عودة محتجزي مخيمات تندوف إلى الوطن الأم ولم شمل العائلات الصحراوية، مجددين التأكيد على انخراطهم الكامل في مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية في إطار السيادة المغربية. وكان ولد سويلم حل بالداخلة، الخميس المنصرم، للمشاركة في الاحتفالات المخلدة للذكرى الثلاثين لعودة إقليم وادي الذهب إلى أحضان الوطن الأم. وأحمدو ولد سويلم من مواليد سنة 1951 بالداخلة، يتحدر من قبيلة ولاد دليم تاكادي، وهو نجل الراحل سويلم ولد عبد الله، الشيخ النافذ في قبيلة ولاد دليم، الذي كان عمدة لمدينة الداخلة إبان الإدارة الإسبانية، وتابع أحمدو دراسته الابتدائية والثانوية بالداخلة، قبل أن توظفه الإدارة الإسبانية. مساعدا إداريا، بصفته شيخ قبيلته، وهي المناصب التي تقلدها إلى غاية 1975، تاريخ انضمامه لانفصاليي “بوليساريو”. كما شغل أحمدو ولد سويلم، العضو المؤسس لبوليساريو، والمزداد بالصحراء حين كانت تحت السيطرة الإسبانية، مناصب مهمة داخل الحركة الانفصالية،اعتبارا للمكانة المرموقة لعائلته، إذ كان عضوا في لجنة العلاقات الخارجية للمكتب السياسي، ثم ممثلا لبوليساريو في غينيا بيساو، وبناما، فأنغولا وإيران، قبل أن يعين مسؤولا عن قسم “المخيمات الصحراوية في موريتانيا”. ومثل أحمدو ولد سويلم أيضا، الانفصاليين داخل لجنة تحديد الهوية، سابقا، التابعة لبعثة المينورسو، التي سبق أن اجتمعت بمدينة الداخلة في مارس 1995، واتخذ موقفا من قيادة بوليساريو غداة مؤتمرها العاشر (1999)، بعد أن أبدى اعتراضه على الاستراتيجية المعتمدة من قبل محمد عبد العزيز، بشأن ملف الصحراء المغربية. وبعد أن انضم إلى الحركة المعارضة لمحمد عبد العزيز، غادر ولد سويلم مخيمات تندوف ليقيم بمنطقة ميجك، وهي منطقة تقع شرق خط الدفاع بالصحراء المغربية. وفي أكتوبر 2003، وبمناسبة المؤتمر الحادي عشر، عاد أحمدو ولد سويلم مجددا ضمن قيادة بوليساريو، إذ عين وزيرا مستشارا لدى رئاسة الجمهورية الصحراوية المزعومة، كما أعيد تعيينه في المنصب نفسه سنة 2007، خلال المؤتمر الموالي، إذ كلف بمهمة تدبير العلاقات مع الدول العربية.