النقابات ترسل إشارات للحكومة من أجل وضع الثقافة والفن ضمن اهتماماتها تمحور اللقاءان اللذان جمعا بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ووفد يمثل اتحاد كتاب المغرب، وآخر يتشكل من النقابة المغربية لمحترفي المسرح والنقابة الوطنية للمهن الموسيقية والنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، حول الظروف التي يعمل فيها المبدعون المغاربة، وسبل النهوض بها. واعتبر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي في تصريح له عقب حضوره للقاء الذي هم اتحاد كتاب المغرب، أنه كان «مناسبة للتأكيد على أهمية الثقافة والعمل على إعادة الاعتبار لوضع المثقف وإرساء مقاربة تشاركية لتنزيل المقتضيات الدستورية التي نصت على إحداث المجلس الوطني للغات والثقافة». وأضاف موضحا أنه تم «الاتفاق على الانخراط التشاركي في إجراءات ملموسة للنهوض بدور المثقف إعلاميا ومؤسساتيا في ضوء المذكرة المطلبية التي قدمها اتحاد كتاب المغرب». واعتبر رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح، مسعود بوحسين، أن اللقاء مع عبد الإله بنكيران كان ذا طابع سياسي أكثر منه تقنيا، يتوخى منه رئيس الحكومة إعطاء إشارة قوية بأن الحكومة تضع وضعية الثقافة والفن ضمن اهتماماتها. وتركز النقاش، يضيف بوحسين في اتصال أجرته معه بيان اليوم، على ضرورة تسريع الاشتغال على الترسانة القانونية، لحماية حقوق الفنانين، ووضع مقاربة لسياسة ثقافية وفنية ذات طابع قطاعي، ودعم العمل الاجتماعي للفنانين وخلق الظروف الملائمة التي تضمن حقوق التعبير والإبداع. وأشار نقيب المسرحيين المغاربة إلى أن هذا اللقاء كان مناسبة أيضا للفت الانتباه إلى أن النشاط الفني ببلادنا يشكو من ثغرات قانونية، وهو ما ساهم في إطالة أمد التسيب في هذا الميدان. وشدد على القول في هذا الإطار إلى أنه تم التذكير بأن الورش الحقيقي الذي ينبغي فتحه، هو المرتبط بالجانب التشريعي: الاشتغال على قانون الفنان والبطاقة المهنية والمقاولة الفنية وحقوق التأليف والحقوق المجاورة.. إيمانا بأن ضعف الممارسة الفنية ينبثق أساسا من ضعف التنظيم المهني والتشريعي المرتبط بمهن الإبداع الفني والثقافي.. كما تمت الدعوة على هامش هذا اللقاء، يضيف مسعود بوحسين، إلى ضرورة تكثيف وتعزيز آليات التنسيق والتكتل بين المنظمات المهنية الممثلة للفنانين، لأجل وضع تصور موحد وتتبع الإجراءات التنفيذية، سيما وأن الغاية هي أساسا خدمة الفنانين والمبدعين. وبدوره اعتبر رئيس النقابة الوطنية للمهن الموسيقية أحمد العلوي في تصريحه لبيان اليوم، أن اللقاء برئيس الحكومة كان مناسبة للتذكير بأن المجال الفني ببلادنا يعيش وضعا مزريا، وأنه يلزم النهوض به، سيما وأن المغرب له رصيد تاريخي في المجال الفني. وتم بهذا الصدد، يضيف العلوي، الإلحاح على ضرورة رفع ميزانية وزارة الثقافة، وعيا بأن القطاع الفني له إسهام حقيقي في التنمية الاقتصادية. وأوضح نقيب الموسيقيين المغاربة أنه تم التأكيد على ضرورة انخراط مختلف القطاعات الوزارية إلى جانب الجماعات المحلية، في النهوض بالميدان الفني ببلادنا. كما تم التذكير بأن المغرب موقع على مجموعة من الاتفاقيات الدولية: مواثيق فنون العرض، الملكية الفكرية، حقوق التأليف والحقوق المجاورة.. وبالتالي لا بد من الأخذ بعين الاعتبار هذه الاتفاقيات والتزامات المغرب. وعبر العلوي عن تفاؤله بهذا اللقاء مع رئيس الحكومة، سيما وأن هذا الأخير بدا متفهما لمختلف القضايا التي تم طرحها، ووعد بالرفع من ميزانية وزارة الثقافة. من جانبه، يرى رئيس التعاضدية الوطنية للفنانين، محمد قاوتي، أن اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة وممثلي المنظمات التمثيلية للفنانين والمبدعين ببلادنا، كان يكتسي أهمية سياسية بالغة، لكونه من جهة جاء بمبادرة وبدعوة من رئيس الحكومة نفسه بهدف تكوين صورة عامة عن المشهد الثقافي والفني المغربي، ولكونه أيضا من جهة ثانية خلص إلى تفاهم جيد بين الفنانين وحكومة بلدهم حول القضية الثقافية وموقعها في المخططات الحكومية.. وأضاف قاوتي في حديث لبيان اليوم أنه خرج من اللقاء بانطباع إيجابي «لأننا تمكنا من تقريب الصورة لرئيس الحكومة وتمكن هو أيضا من التفاعل معنا والإنصات لنبضنا والتجاوب معه»، وخصوصا، يقول قاوتي، حينما عبر عن إعجابه ومساندته للتعاضدية الوطنية للفنانين والعمل الجبار الذي تقوم به مشيدا بالفنانين المغاربة وعطاءاتهم المتنورة وما يتصفون به من أخلاق عالية وروح وطنية، داعيا إياهم إلى المزيد من العمل والحضور لرفع شأن أمتنا المغربية، لأن الفنون هي المعيار الذي نقيس به حضارة الأمم ورقيها... ولم يفت قاوتي أن يؤكد بأن هذا اللقاء الفريد من نوعه من شأنه أن يقوي العمل التشاركي الهام القائم حاليا بين المنظمات المهنية والتعاضدية من جهة وبين وزارتي الثقافة والاتصال من جهة أخرى.. وأشار رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام في تصريحه لبيان اليوم بنفس المناسبة، إلى أن زيارة اتحاد الكتاب لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، يدخل في إطار الدينامية الجديدة التي انخرط فيها اتحاد كتاب المغرب، منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر الأخير، والتي تتغيأ الانفتاح على محيطنا الداخلي والخارجي. وفي هذا الإطار، يضيف العلام، عرف اجتماع اتحاد الكتاب مع رئيس الحكومة، تقديم النقاط الكبرى الواردة في المذكرة المطلبية التي عرضت على أنظار رئيس الحكومة، ولقيت اهتماما وترحيبا خاصا بها، وتهم ثلاثة محاور أساسية: الوضع الاعتباري للكاتب، والسياسة الثقافية والدعم، والدبلوماسية الثقافية، وكل محور يتضمن مجموعة من المطالب المشروعة، التي ستمكن الاتحاد، من الاستجابة لتطلعات كتابنا ومبدعينا وطموحاتهم، وتطوير مشهدنا الثقافي وتحريكه بالشكل المرتجى، كما أن من شأنها أن تستجيب لتوصيات مؤتمراتنا، بشكل سيمكن الاتحاد من مواصلة أداء أدواره الثقافية المؤثرة بالشكل المرغوب فيه.