الاتحاد الأوربي والمغرب يستعرضان بمراكش حصيلة التعاون في قطاعي التعليم والصحة قال إينيكو لاندابورو، سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب، إن الاتحاد الأوروبي شريك استراتيجي للمغرب منذ أربعة عقود، وأنه يدعم مجهوداته في قطاعي التعليم والصحة، ويقدم له بالتالي مساندته المالية والتقنية. وأضاف الدبلوماسي الأوروبي، في لقاء نظم السبت الأخير بمراكش، بمبادرة من مفوضية الاتحاد الأوربي بالمغرب، لاستعراض حصيلة التعاون بين المغرب والاتحاد الأوربي وتقييمها، أن كل مسار للتنمية يحتم وضع سياسات عمومية فعالة وملائمة، وأن المغرب سار على هذا النهج منذ سنوات من خلال قيامه بعدة إصلاحات إرادية. وأوضح أيضا، أن هذا اللقاء، هو بداية لتعاون طويل ومثمر، يرتكز على تمويل أربعة مشاريع، تتعلق أساسا ببرنامجي دعم تنفيذ استراتيجية التعليم ومحو الأمية، وبرنامج دعم تعزيز التغطية الصحية الأساسية، وبرنامج دعم إصلاح المنظومة الصحية. واعتبر أن الإصلاحات التي يقوم بها المغرب تنبني على المعطيات المتوفرة على أرض الواقع، وتهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان، وتعزيز تكافؤ الفرص من خلال توفير تعليم حديث يلجه الجميع. ولمواكبة هذه الإصلاحات المنبثقة عن الحكومة المغربية، فإن الاتحاد الأوروبي- يضيف سفيره بالمغرب- رصد لفائدة قطاع التعليم حوالي 2 مليار درهم منذ سنة 2000 (منها .51 مليار درهم مابين 2008 و2012 )، حيث تميزت هذه الفترة بالمصادقة على الميثاق الوطني للتربية والتكوين، مشيرا إلى أن هذا الغلاف المالي هم مجالا واسعا ويبتدئ من التربية الأساسية إلى التربية غير النظامية، بما في ذلك محاربة الأمية لدى الكبار. وفي مجال الصحة، أكد الدبلوماسي الأوربي أن التعاون التقني والمالي للاتحاد الأوربي المخصصة للمغرب بلغ 2.2 مليار درهم منذ سنة 2001، من ضمنها 1.55 مليار درهم خلال الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012، مبرزا أن هذا الدعم شمل مواكبة سياسة الإصلاح في قطاع الصحة، الهادف إلى ضمان الولوج للعلاج وجودة الخدمات بالنسبة للمواطنين المغاربة، خاصة تعزيز التغطية الصحية الأساسية «راميد « (444 مليون درهم)، ودعم إصلاح المنظومة الصحية (950 مليون درهم خلال الفترة 2013 – 2009 ). من جانبه، اعتبر وزير الصحة الحسين الوردي، أن هذا اللقاء يشكل فرصة ومناسبة لإبراز جودة الشراكة التي تربط بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مضيفا أن هذه الروابط قوية وتمتد إلى عقود. كما ثمن بالمناسبة، الجهود التي يقوم بها الاتحاد الأوربي لدعم مختلف الإصلاحات التي تبناها المغرب في مجال الصحة (التغطية الصحية الأساسية وتحديث المستشفيات، والصحة الإنجابية وصحة الأطفال الرضع، والتكفل بالأمراض المزمنة)، داعيا الاتحاد الأوربي إلى مواصلة دعمه لمختلف الاستراتيجيات التي تبنتها وزارة الصحة . وبدوره، أشاد وزير التربية الوطنية محمد الوفا، بالدور الذي تضطلع به مفوضية الاتحاد الأوربي بالمغرب من أجل توحيد مجهودات مختلف الشركاء التقنيين والمانحين الدوليين في إطار شراكة استراتيجية مع الوزارة، مذكرا بالأثر الإيجابي لمختلف برامج الدعم التي يقدمها الاتحاد الأوربي لتحسين مؤشرات التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي بالمستوى الابتدائي. ودعا الوزير في كلمة تليت بالنيابة عنه من طرف يوسف بلقاسمي، الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، إلى إعطاء نفس جديد للشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي في مجال التعليم بما يخدم المصالح العليا للطرفين، ودراسة السبل المثلى لتعاون أوثق من أجل تعليم يتم بالجودة ويمكن من مواكبة مستجدات العصر ومواجهة التحديات التي تطرحها العولمة. كما قدمت بالمناسبة، عروض تهم أساسا أوجه الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي في قطاعات الصحة والتعليم وعلى مستوى محاربة الأمية. وأول أمس الأحد، قام المشاركون في هذا اللقاء، من بينهم ممثلو الوزارات المعنية ووسائل الإعلام الوطنية، بزيارة المشاريع التي استفادت من دعم الاتحاد الأوربي، كمركز محو الأمية التابع لجمعية النواة بالجماعة القروية السعيدات بإقليم شيشاوة، والمركز الاستشفائي الإقليمي بتاحناوت بإقليم الحوز . وكذ المدرسة الابتدائية المختلطة «عبد الكريم الخطيب» بمدينة سطات في اليوم الأول. والهدف من هذه الزيارة، هو تسليط الضوء على برامج الاتحاد الأوروبي لدعم عملية الإصلاح التي يقوم بها المغرب في مجالات الصحة، التعليم ومحو الأمية، وهو الدعم الذي ينقسم إلى دعم مالي يعتمد على ماحققته السياسات المتبعة من نتائج، أو إلى تعاون تقني لدعم تعزيز القدرات ودعم للحكامة. كما أن إشراك الصحافيين في زيارة هذه المشاريع، يندرج في إطار سلسلة من المبادرات المستقبلية الهادفة إلى تحسيس المواطن المغربي بمدى مواكبة الاتحاد الأوروبي للمغرب في مشاريعه الإصلاحية.