أزيد من 13.7 مليون درهم لتعزيز جهود مكافحة السيدا قال مولاي أحمد الدريدي، المنسق الوطني لجمعية محاربة السيدا، إن "النجاح الباهر" الذي عرفته عملية "سيداكسيون 2012" يعبر بالأساس عن "تجديد الثقة" التي أضحت تتمتع بها الجمعية وشركاؤها والتي تترجمها كذلك استفادة "سيداكسيون" المغرب لهذه السنة، وللمرة الرابعة، من الرعاية السامية لملك البلاد. وكان بلاغ للجمعية قد عبر عن اعتزازها بالنتائج التي حققتها سهرة "سيداكسيون 2012" التضامنية والتحسيسية والتي مكنت خلال ساعة ونصف من البث على القناة الثانية، من تحصيل مبلغ تبرعات لا يقل عن 13.721.386 درهم، مقارنة مع 13.1 مليون درهم في دورة 2010. وعلق الدريدي، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، على التقدم الذي أحرزته دورة 2012، بكونه يؤكد كذلك على صواب الاختيارات الجادة والهادفة للجمعية في إطار الشراكات النوعية والكبيرة التي تقيمها مع الجمعيات الموضوعاتية، ومن خلال تخصيص حصة هامة من التبرعات (حوالي 35%) للرفع من قدرات تلك الجمعيات الشريكة وتنفيذ مشاريعها، مذكرا بأن "سيداكسيون المغرب" هو أيضا حملة تحسيسية واسعة تمتد على ثلاثة أسابيع من الخطاب التوعوي والتحسيسي للمواطنين، بوسائل متعددة وبخطابات متنوعة في وسائل الإعلام المختلفة، من أجل تعزيز جهود الوقاية من داء السيدا وتقوية روح التضامن ومحاربة الوصم والتمييز بحق حاملي الفيروس والمتعايشين مع الداء، ورفع مستوى التكفل وتقوية دعمهم. وأشار أن اختيار فئة الشباب كموضوع لحملة هذه السنة كان له أيضا عمقه ووقعه بما أن الشباب بين 15 و35 سنة يعدون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالداء الفتاك، مضيفا أن رئيسة الجمعية حكيمة حميش لخصت رمزية ودلالات هذا النجاح خلال تسلمها لشيك تبرعات من مؤسسة محمد الخامس، عندما شددت على أن انخراط مؤسسة من هذا الوزن يدل على انخراط أكبر سلطة للبلاد في مكافحة الداء كما يترجم وعيا متزايدا بأهمية التعامل مع السيدا كإشكال تنموي ورهان مجتمعي. واعتبر الدريدي أن عموم المواطنين، ومن خلال انخراطهم أيضا في هذه المسيرة، يعبرون عن حسهم الوطني الكبير وعن تفهم لاختيارات الجمعية الرامية إلى عدم الاعتماد على مصدر تمويل واحد، موضحا أنه على الرغم من مساهمات "الصندوق العالمي لمحاربة داء السيدا والسل والملاريا" وعدد من المنظمات الدولية الأخرى، فإن الجمعية كانت دائما تصر على ضرورة إشراك المغاربة في جهود مكافحة السيدا من خلال عمليات "سيداكسيون" المنبنية على مفهوم "الشراكة في التمويل" والتي مكنت الجمعية من تحقيق رصيدها من الاستقلالية والمصداقية والريادة في هذا المجال. وعبر الدريدي عن طموح الجمعية في جعل نجاح دورة "سيداكسيون المغرب 2012" بمثابة دفعة جديدة ل (ALCS) من أجل المضي قدما في تطوير قدراتها وقدرات الجمعيات الشريكة، عبر توسيع رقعة جهودها لتمتد أكثر إلى كافة ربوع الوطن وعلى امتداد أيام السنة، والوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين من خدماتها. وأضاف أن الجمعية تسعى لتحقيق مليون تحليلة مجانية وسرية لداء السيدا، بدلا من 47 ألف تحليلة حاليا، حتى يتم الكشف عن كافة حاملي الفيروس الذين تقدر الجمعية أن عددهم يتراوح بين 29 إلى 60 ألف حامل لفيروس السيدا، 80% منهم يجهلون إصابتهم لأنهم لم يقوموا أبدا بتحليل الكشف عن الداء. وبهذه الطريقة فقط، يمكن، كما يقول الدريدي، وقف زحف الداء خاصة في أوساط الشباب والفئات الأكثر عرضة من مستعملي المخدرات وعاملات الجنس وغيرهم. ومن أجل رفع نسب التحليلات، تأمل الجمعية رفع عدد فروعها التي تصل حاليا إلى 19 فرعا و28 مركزا، وكذا تعزيز وسائل عملها وعلى رأسها مختبرات التحليل المتجولة. وأشار المتحدث إلى أن دورة 2012 ل "سيداكسيون المغرب" ستمكن أيضا من رفع استفادة الجمعيات الشريكة بحصة تزيد عن 35% لتمويل مشاريعها لمرافقة ودعم حاملي الفيروس وكذا الفئات الأكثر عرضة للإصابة.