شارك فاعلون مغاربة من قطاعات متعددة بشكل قوي في معرض المدن والحكومات المحلية الإفريقية (من 4 إلى 8 دجنبر الجاري بدكار) للتعريف بالتجربة المغربية التي تتزايد الإشادة بها من قبل الفاعلين في مجال التنمية المحلية في افريقيا. ولم تتسع أروقة العارضين المغاربة خلال الأيام الخمسة لهذا المعرض المنظم على هامش القمة السادسة لمؤتمر المدن والحكومات المحلية الافريقية، والتي استقطبت نحو 5 آلاف مشارك من إفريقيا بحثا عن نماذج للتدبير اللامركزي، وكذا عن الفاعلين المغاربة الذين أبانوا عن تجربة جيدة ضمن الأوراش الكبرى للتدبير الترابي سواء في المجال الحضري أو في ميدان البنيات التحتية أو مختلف الخدمات الحضرية وكذا في مجال تكوين الموارد البشرية. وكانت مجموعة التهيئة العمران في صلب اهتمام العديد من المسؤولين والمنتخبين الأفارقة الحريصين على إيجاد أجوبة مناسبة وملائمة للقضايا الصعبة المتعلقة بتهيئة التراب الحضري. وفي هذا الصدد، أكد محمد لغويتي، المدير العام للتهيئة العمران بتامسنة، أنه من خلال المشاريع الكبرى التي أنجزتها المجموعة تراكمت لديها خبرة كبيرة في مختلف المستويات خاصة في مجال السكن والتهيئة الحضرية. وذكر لغويتي بأن المجموعة تتدخل في إطار مهمتين أساسيتين تتعلقان بتنمية السكن الاجتماعي وتهيئة الأراضي مع إنجاز مشاريع تهم 15 مدينة جديدة، منها أربع مدن بدأ العمل في تشييدها بمساحة تناهز 5 آلاف هكتار ب 250 ألف وحدة للسكن باستثمار إجمالي بنحو 100 مليار درهم. وقال إنه «يمكن لتعاوننا مع البلدان الإفريقية أن يتركز حول إعداد التشخيص من أجل وضع خطط العمل والبرامج مع الأخذ بعين الاعتبار ثقافة كل بلد، أو تصميم مشاريع المدن الجديدة التي توفر حلولا مناسبة للواقع الحضري للمدن الإفريقية». وأكد لغويتي أن مفهوم المدن الجديدة يوفر حلا مناسبا لقضايا التعمير في القارة الإفريقية، موضحا أنه يمكن أيضا من حل مشكلة الأراضي، وكذا تحديد المدن الإفريقية الكبرى التي تعاني من عدم كفاية البنيات التحتية والتجهيزات. من جهته، أكد علي العوفوسي، مدير التواصل في مجموعة التهيئة العمران، أن المشاركة في معرض المدن والحكومات المحلية الإفريقية يستجيب لطلب العديد من الأطراف الإفريقية المهتمة بالتجربة المغربية في مجال التهيئة الحضرية. وقال إن «رواقنا كان محط اهتمام وإشادة من قبل الصحافة، ونظمت به العديد من اللقاءات الثنائية مع الفاعلين المحليين من عدة مدن افريقية». وكان رواق المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب أيضا في صلب اهتمام الزوار، حيث أوضح عبد الرحيم أهماراس المسؤول عن التواصل لدى المكتب (قطاع الماء) أن المكتب عرف كيف يدمج التعاون جنوب-جنوب من خلال مشاريع وتدخلات للتعاون في العديد من بلدان القارة مثل موريتانيا وبوركينافاصو وجيبوتي. وتعد إنجازات المكتب في مجال الماء الصالح للشرب بالوسط القروي بناءة في ما يتعلق بخبرة هذا الفاعل على الصعيد الوطني. ويوضح أهماراس أنه بفضل برامج تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب انتقل المغرب من نسبة تغطية تصل إلى 14 في المائة فقط سنة 1995 إلى 92 في المائة حاليا. وبخصوص التكوين، يحضر المكتب بالمعرض من خلال المعهد الدولي للماء والتطهير. وكشفت بنكليلو حنان رئيسة مصلحة البحث والتطوير بالمعهد أن هذا الأخير يوفر للتعاون جنوب-جنوب فرصة تكوين ذي جودة محطة المياه الصالحة للشرب ببورقراق أحد أكبر المحطات بإفريقيا ب 9 أمتار مكعبة في الثانية فضلا عن المحطات الرائدة لمعالجة المياه المستعملة. وأضافت أن إشكالية الماء تطرح بشكل حاد في استراتيجيات التنمية الترابية بإفريقيا ولا يمكن لأي مجهود ان يؤتي أكله من دون موارد بشرية مؤهلة ، مبرزة أن العديد من الدول الافريقية تستفيد بانتظام من مساعدات المعهد. وبخصوص الكهرباء ، يحضر المكتب الوطني للكهرباء بالعديد من الدول الإفريقية على الخصوص من خلال مشاريع الكهربة القروية. وقال رشيد موعادل المدير العام ل (كومازيل)، وهي أحد فروع المكتب بالسنغال، إن المكتب فاز بصفقتين للكهربة القروية بسان لويس ولوكا (شمال البلاد). وتهدف الأاوراش التي انطلقت في 2011 ربط أزيد من 23 ألف منزل بشبكة الكهرباء والتجهيز بالطاقة الشمسية بالمنطقتين. بدورها كانت الجامعة الدولية بالرباط حاضرة بالمعرض، وأوضحت مديرة قطب التكوين بالجامعة أمان فتح الله أن الجامعة تتوفر على قسم للتكوين موجه للجماعات المحلية وأضافت أن الهدف الأول هو مواكبة المشاريع المهيكلة كالمغرب الأخضر والمغرب الرقمي. وبخصوص دعم هذه المؤسسة للتعاون جنوب-جنوب، كشفت أن الجامعة، التي توفر شعبا كاملة بشراكة مع مؤسسات أمريكية وكندية، تعتزم أن توفر للدول الافريقية سلسلة تكوينات عالية الجودة ورخيصة التكلفة. كما حضر النقل الحضري من خلال (سيتي باص)، وأبرز المدير العام للمجموعة عادل مطيع أن المسؤولين السنغاليين معنيون بشكل خاص بالتعاون الذي يهم تأهيل قطاع النقل الحضري بداكار على غرار النموذج المغربي الذي يلبي الحاجيات المحلية. ومن خلال قدرتها على التكيف والابتكار، تتوفر الشركات المغربية على القدرة على الاندماج بالسوق الافريقية وكدليل على ذلك نجاح الفاعلين المغاربة فيما فشلت فيه مجموعات دولية كبرى. وأبرز فرع صندوق الإيداع والتدبير (نوفيك) الخبرة المغربية في مجال الهندسة بالمعرض. وتشهد المجموعة التي تتدخل في العديد من القطاعات من قبيل المشاريع الكبرى المتعلقة بالمياه والتهيئة الحضرية والهندسة الطاقية والمعلوماتية والبحرية، على حضور دولي منذ 20 سنة. وينخرط هذا الفاعل الاقتصادي ، الذي يشغل 600 متعاون، في العديد من المشاريع بإفريقيا. واختتمت أول أمس السبت بالعاصمة السنغالية دكار أشغال الدورة السادسة لقمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية «أفريستي 6»، بإصدار بيان ختامي أكد فيه المشاركون على الدور الهام الذي تضطلع به الجماعات المحلية والترابية في تنمية القارة.