فازت شركة «سوطيما» العاملة في الصناعة الصيدلية، بطلب عروض وزارة الصحة المخصص لإنتاج 1.6 مليون علبة أنسولين في صفقة بلغ غلافها المالي 31 مليون درهم. وقال الدكتور عبد الحكيم زليم عن لجنة طلبات العروض التابعة لوزارة الصحة في اتصال أجرته معه بيان اليوم إن شركة سوطيما «تقدمت بعرضها دون منافس. وبعد دراسة هذا العرض والتأكد من استيفائه لكل الشروط، وعلى رأسها عدم تجاوز نسبة 20 بالمائة من السعر المعمول به سابقا، قررنا منحها الصفقة». وستقوم وزارة الصحة بالتسليم الرسمي للصفقة الأسبوع القادم، معلنة بذلك نهاية فصل طويل من الشد والجدب بين شركة لابروفان وشركة سوطيما، وصل حد توجيه الأخيرة لشكاية تتهم منافستها بإغراق السوق بمادة الأنسولين وتحميلها مسؤولية فقدان السوق العمومي . ويعود أصل المشكل إلى السنة الفارطة، حين اقترحت «لابروفان» التي تستورد الأنسولين من نوفونوديسك، سعرا، في طلب عروض لفائدة الدولة، أقل بكثير من السعر الذي قدمته «سوطيما» والذي حدد في 22.48 درهما، مما أزاح هاته الأخيرة، التي فقدت السوق المغربي الذي كانت تعتبر المزود الوحيد له بالأنسولين. وحسب مسؤول بالشركة فإن السعر الذي اقترحته منافستها السنة الماضية، لا يصل إلى كلفة الأنسولين الذي تنتجه للسوق المغربي، مشددا على أن «صناعة الأنسولين في المغرب مسألة حيوية». وقال محمد رشيد القادري نائب المدير العام لشركة «صوطيما» لبيان اليوم إن «سعر العلبة الواحدة من الأنسولين في عرضنا خلال طلب العروض الحالي حددت في 19.20 درهم، وهو ما سينجم عنه تحملا ماليا يصل إلى 4 ملايين درهم، يعود بالأساس إلى غياب المنافسة». ويضع فوز شركة «سوطيما» بصفقة وزارة الصحة حدا للشائعات القوية المتعلقة بنقل شركة «سوطيما» لوحادتها إلى الجزائر خاصة بعد تأكيد مجلس المنافسة غياب أي مؤشر عن وجود منافسة غير شريفة بين الشركتين اللتين ظلتا تحتكران الصفقات العمومية خاصة خلال العقد الأخير. بهذا الخصوص، أكد رشيد القادري أن لشركة سوطيما «سياسة خارجية محددة قبل اندلاع المشكل»، ففي سنة 2011 تمكنت شركة «سوطيما»، يقول المتحدث، من شراء «نوفارتيس فارما»، حيث أصبحت بفعل هاته الشراكة المنتج في إطار المناولة للأدوية المتوفرة في السوق والأدوية القابلة للحقن والبيوتكنولوجيا. وفي مارس من سنة 2012 ، تمكنت الشركة من إطلاق مصنع «ويست أفريك فارما»، بالسينغال، بعد سنتين من التأخير، حيث يرتقب أن يفتتح في نهاية السنة الجارية، وسيخول هذا المختبر الذي اقتضى استثمارات ب 5 ملايين يورو على مساحة هكتارين، توفير الأدوية الجنيسة الموجهة لعلاج الملاريا ومختلف أصناف الإسهال والحمى في بلدان الاتحاد النقدي لغرب إفريقيا. كما توصلت الشركة إلى مذكرة اتفاق مع شركة سعودية لصناعة الأدوية، تنصب على دراسة إمكانية إقامة مصنع بالرياض متخصص في إنتاج أدوية قابلة للحقن بما في ذلك الأنسولين. يشار إلى أن رقم مبيعات شركة «سوطيما» بلغ السنة الماضية 821 مليون درهم، بزيادة بنسبة 12 في المائة، مقارنة مع السنة التي قبلها، وتمثلت روافد ذلك الرقم في السوق الخاص ب 660 مليون درهم والسوق العمومي ب 70 مليون درهم والصادرات ب 53 مليون درهم والمناولة ب 38 مليون درهم. وانتقلت أرباح الشركة من 51 مليون درهم إلى 72 مليون درهم.