روس يقر بشلل المفاوضات.. ومجلس الأمن يستمع لخلاصاته نهاية الشهر حل منذ السبت الماضي، الوسيط الأممي المكلف بملف الصحراء، كريستفر روس، بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، في ثاني محطة له، بعد المغرب، في جولته التي تقوده إلى دول شمال إفريقيا وبعض العواصم الأوربية. وأجرى خلال زيارته لمخيمات المحتجزين محادثات مع قيادة البوليساريو، وبعض التنظيمات المواليه لها. فبعد المحطة الأولى من جولته بالمغرب، انتقل الوسيط الأممي إلى مخيمات تندوف لعقد محادثات مع قيادة البوليساريو، سيتوجه بعدها إلى كل من الجزائر العاصمة، للقاء المسؤولين الجزائريين، ثم العاصمة الموريتانية نواكشوط لنفس الغرض. قبل أن يشد الرحال إلى عواصم الدول الأوربية العضوة في مجموعة «أصدقاء الصحراء»، على أن يقدم خلاصات واستنتاجات جولته أمام أعضاء مجلس الأمن في 28 من الشهر الحالي. وعلى العكس مما قام به خلال تواجده بالمغرب، وبالتحديد في الأقاليم الجنوبية، حيث استقبل طيفا من منظمات المجتمع المدني، بما فيها المؤيدة للبوليساريو، فإن زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى مخيمات تندوف لم تتضمن لقاءات مع معارضي القيادة الحالية للبوليساريو، الذين تم استبعادهم من لقاءات المبعوث الأممي، بشتى الطرق. ونقلت مصادر متطابقة من المخيمات أن قيادة البوليساريو أمرت بمنع كل الأصوات المعارضة لها، والحيلولة دون لقائها بروس. وتحدثت هذه المصادر أن الفنان الصحراوي، علال الناجم، الذي يعتبر من أشد المعارضين للقيادة الحالية للبوليساريو، تعرض للاختطاف، عشية وصول كريستوفر روس إلى المخيمات، من طرف ما يسمى الدرك الصحراوي، وتم تحطيم الخيمة التي كان يعتصم بها رفقة بعض أفراد عائلته، ولازال مصيره مجهولا. وعزت هذه المصادر اختطاف الناجم إلى كونه طلب لقاء مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وهو ما لم يرق إطلاقا قيادة البوليساريو التي أعطت أوامرها بإخفائه إلى حين انتهاء زيارة روس إلى المخيمات. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الفنان الصحراوي لهذا الأسلوب القمعي من طرف قيادة البوليساريو، فقد تعرض لنفس الأسلوب خلال زيارة وفد مركز كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان شهر غشت الماضي، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد نهاية زيارة الوفد، وبضغط من أفراد قبيلته. وجدد روس خلال تواجده بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، ما سبق أن صرح به خلال زيارته إلى المغرب، بكون مسلسل المفاوضات حول الصحراء أصيب بالشلل ووصل إلى النفق المسدود، ولم يعرف إحراز أي تقدم ملموس منذ العام 2009. وأعلن كريستوفر روس أنه عمل منذ تعيينه في يناير 2009 على تسهيل المفاوضات المباشرة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، بمساعدة الدولتين المجاورتين الجزائر وموريتانيا، وبمؤازرة الأسرة الدولية بأسرها للتوصل لحل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، إلا أنه لم يحرز أي تقدم في هذا المستوى، بالرغم من الجولات العديدة من المفاوضات المباشرة والمحادثات غير الرسمية بين الطرفين. وأكد نفس ما قاله بالرباط أن زيارته إلى المنطقة تأتي في إطار المساهمة في تقييم الخمس سنوات الأخيرة من المفاوضات المباشرة، والحصول على أفكار حول أفضل السبل لإحراز تقدم حقيقي فعلي لعملية السلام، وللنظر في تأثير التطورات الأخيرة في شمال إفريقيا والساحل على القضية. وتستمر جولة روس هذه، الأولى من نوعها منذ قرار المغرب سحب ثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى غاية 15 نونبر الجاري، قبل أن يقدم تقريرا حول نتائج جولته أمام مجلس الأمن، المقررة في 28 من نفس الشهر.