التساقطات المطرية الأخيرة تفضح هشاشة البنيات التحتية قناطر متداعية تجاوزها منسوب المياه وسكان في عزلة تامة يخشون فيضانات الأودية كشفت التساقطات المطرية الأخيرة التي تهاطلت على جهة سوس ماسة درعة على هشاشة البنية التحتية للطرقات بالمنطقة . فبعد يومين فقط من أمطار الخير التي شهدتها المنطقة، أصبحت قبائل إداوتنان برمتها معزولة بسبب ارتفاع منسوب حمولة وادي إيموزار حيث تجاوزت المياه ارتفاع قنطرة «تمزركوت» التي تم إصلاحها و صيانتها أزيد من ثلاث مرات في السنوات الأخيرة، كما ساهمت هشاشة الطرقات هي الأخرى(دوتما، إمعزن، التامري) التي تربط هذه القبائل ذات الطبيعة الجبلية بالمناطق الحضرية ، في هذه العزلة لاسيما وأن جلها تتأثر بكل التساقطات كيفما كانت كميتها، بفعل انجراف الأتربة والأوحال والأحجار التي تتساقط من المرتفعات المحاذية وتراكمها وسط الطريق مانعة بذالك حركة المرور، فبالرغم من بعض التدخلات المحتشمة التي تقوم بها مصالح مديرية التجهيز والتي لاتشفي الغليل، وتبقى غير كافية لكون الطريق الرابطة بين جماعة تقي والجماعة القروية لتدرارت وبالضبط قنطرة «أوراست «تبقى في معظم أوقات السنة غير صالحة للاستعمال. هذا وكانت مدينة تارودانت بدورها، وعلى مدى ثلاثة أيام قد عانت من العزلة بعد انغلاق كل الطرق الوطنية والإقليمية المؤدية إليها سواء من أكادير أو من مراكش أو من أولاد برحيل، وكذا الطرق التي تربطها بالأقاليم الجنوبية الشرقية للمملكة بفعل الأمطار العاصفية القوية التي شهدتها المنطقة،إذ أصبح الولوج أو الخروج من وإلى المدينة مستحيلا، كما تسببت كميات الأمطار التي عرفها الإقليم في الرفع من منسوب مياه وادي سوس الذي غرقت فيه حافلة لنقل الركاب كان على متنها 19 مسافرا، بعد ما كان سائقها يهم بقطع عرض الوادي ليباغث بتصادم أمواج متلاطمة بمؤخرة الحافلة والتي سقطت على إثر هذا الاصطدام في وسط الوادي، ولحسن الحظ فالحادث لم يسفر عن وقوع ضحايا بفضل التدخل في الوقت المناسب والتمكن من إجلاء الركاب في وقت قياسي. وجراء هذا الوضع التي فرضته الأمطار القوية التي عرفها الإقليم، تم تشكيل لجنة لليقظة على مستوى عمالة تارودانت يترأسها عامل الإقليم،وأوكل لها مواكبة المستجدات هنا وهناك، والعمل على فك الحصار الذي تعاني منه العديد من المناطق الجبلية بالإقليم. وعلاقة بالموضوع، خيمت أجواء من الخوف وعدم الارتياح بحيي «الجرف» و»تراست» التابعين لتراب عمالة إنزكان ايت ملول، حيث السكان القاطنون بمحاذاة الوادي، مرتعبون مما قد يسفر عنه هذا الأخير في حالة فيضانه، لاسيما، وأن الأمطار المتهاطلة جعلت منسوب الوادي ترتفع إلى حدود جعلت مياهه تتدفق إلى جانب مساكنهم. وأرجع العديد من المهتمين بالشأن المحلي المشاكل التي تطفو إلى السطح كلما تهاطلت الأمطار على الإقليم، إلى هشاشة البنيات التحتية، كما يبدو ذلك من الوضعية المتردية للقناطر، والتي تكون في الغالب مصدر إزعاج للساكنة التي تتوقع سقوطها في كل لحظة، وبالتالي تعرضها لمخاطر متنوعة، مثال ذلك ما وقع في تارودانت حيث تهاوت هذه البنيات المتآكلة. وليس هذا فقط بل تخشى الساكنة أن تتجاوز مياه الوديان ارتفاع كما لقناطر كما هو الحال بإيموزار،أورير والتامري وما يرافق ذلك من خسائر لا قدر الله .