تعززت المكتبة السينمائية المغربية والعربية بإصدار جديد يحمل عنوان « في الخطاب السينمائي» من توقيع الناقد والأستاذ الباحث عبد المطلب أعميار، كاتب عام سابق (1994 1996) للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب. يتضمن هذا الكتاب السينمائي مجموعة من النصوص النقدية سبق نشرها بمنابر صحفية مختلفة، بعضها مترجم عن الفرنسية والبعض الآخر من وضع المؤلف.. من بين هذه النصوص نذكر العناوين التالية : الفيلم فضاء للقراءة؛ الخطاب السينمائي عند كريستيان ميتز؛ ما هي السيميوبركماتية ؟؛ من الشعرية الأدبية إلى الشعرية الفيلمية؛ فلسفة السينما عند جيل دولوز؛ هل تكتب الأفلام التاريخ ؟؛ التحليل الفيلمي كتمرين بيداغوجي؛ الصورة الفيلمية : نقد التلقي الانطباعي؛ ابن رشد بين لويس بورخيس ويوسف شاهين؛ تعبيرية الزمن والجسد في فيلم تيتانيك يقول عبد المطلب في تقديمه للكتاب : تشتغل نصوص الكتاب على سؤال الخطاب السينمائي، وهو سؤال لا يحتل حيزا وافرا ضمن الكتابات أو الإصدارات المغربية، سواء منها الصادرة بالعربية أو بالفرنسية، إذ أن أغلب الأعمال المنشورة وهي أعمال مهمة تتناول إشكالات تهم السينما المغربية على وجه الخصوص من منظور توثيقي، تأريخي، تصنيفي، أو من منظور موضوعاتي ( قضايا الإبداع، الهوية، التربية ، الهجرة ) ؛ فيما يتناول بعضها الآخر قضايا من صميم العملية الإنتاجية ( المهن السينمائية ). على أن أعمالا أخرى يرجع لها الفضل في الانفتاح على إشكالات تهم نظرية السينما من قبيل أسئلة السرد، والتعبير الفيلمي، وبلاغة الصورة وهي أعمال تأسيسية لنقد معرفي ما أحوج الخزانة المغربية إليه . وفي نفس المنحى، يروم هذا العمل مساءلة السينما من منطلقات نظرية تتوزع بين الأسئلة اللسانية والسيميولوجية والتلفظية والبرغماتية ومن منطلقات سوسيولوجية تسائل العلاقة بين النص الفيلمي والمجتمع، أو من منطلقات تأريخية تقارب العلاقة بين الزمن والسينما إلخ . وكذا من منطلقات تطبيقية تروم الكشف عن عناصر القراءة الفيلمية في سياق بيداغوجي . وكلها أسئلة بألف بوابة تتوزع على إشكالات متعددة تتعلق بموقع السرد في الخطاب السينمائي، وبأنماط الصورة وبمستويات الرؤية، وبمحددات التلقي، وبقضايا الإبداعية في الحكي إلخ . وأمل الكاتب هو أن يسهم هذا العمل في إغناء البحث السينمائي في بلادنا، وأن يجد فيه المهتمون بعضا من القضايا المعرفية والتطبيقية التي تهم إشكالات الخطاب السينمائي والقراءة الفيلمية . تجدر الإشارة، في الأخير، إلى أن مؤلف الكتاب الأستاذ عبد المطلب أعميار وجه جمعوي بارز وأحد الأطر الفاعلة داخل نادي الطليعة السينمائي بمدينة سيدي سليمان خصوصا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، متمكن من الكتابة بالعربية والفرنسية ويمارس الترجمة وله اهتمامات سياسية وقد سبق له أن أصدر عملا إبداعيا بعنوان «الزعيم»، عبارة عن محكيات سردية من زمن الإنتخابات.