المغرب يجدد التزامه بالبحث عن حل للنزاع المفتعل في إطار الحكم الذاتي جدد جلالة الملك للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، التزام المغرب بالبحث عن حل للنزاع المصطنع حول الصحراء، على أسس سليمة ودائمة، وفي إطار المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع، الذي حظي بإشادة المجتمع الدولي كحل جاد وذي مصداقية، في الوقت الذي أكد فيه الوسيط الأممي أن زيارته تأتي في إطار مواصلة المهمة التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات ونيف، والهادفة إلى تسهيل المفاوضات المباشرة بين جميع الأطراف، للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول، وفق ما حددته قرارات مجلس الأمن المتتالية. وجدد جلالة الملك محمد السادس خلال استقباله لكريستوفر روس، أول أمس الاثنين، حسب بلاغ للديوان الملكي، التأكيد على أن المغرب، الذي ما فتئ يعبر عن التزامه بالقيم الكونية للسلام التي تدعو إليها الأممالمتحدة، يبقى ملتزما بالبحث عن حل لهذا النزاع المصطنع، على أسس سليمة ودائمة، وفي إطار المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع، الذي حظي بإشادة المجتمع الدولي كحل جاد وذي مصداقية. وأضاف بلاغ الديوان الملكي أن الاستقبال الذي خص به جلالة المبعوث الشخصي للأمين العام جاء تبعا للمكالمة الهاتفية التي جرت بين جلالة الملك وبان كي مون في 25 غشت 2012، والتي أكد خلالها الأمين العام للأمم المتحدة أن وساطة منظمة الأممالمتحدة تتوخى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع، مقبول من لدن الأطراف، مضيفا أن مبعوثه الشخصي سيضطلع ضمن الإطار المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي، بمهمته المتعلقة بتقدم مسلسل التسوية والمساهمة في إقامة علاقات ثنائية منشودة مع الجزائر. وقال روس، الذي يوجد في زيارة للمغرب منذ السبت الماضي، في تصريح للصحافة عقب الاستقبال الملكي، إنه يريد شخصيا المساهمة في التوصل إلى حل يعزز الأمن و الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا والساحل وينهي معاناة الأسر المشتتة منذ 37 سنة ويجعل من الممكن إكمال بناء اتحاد المغرب العربي. وأضاف المبعوث الأممي المكلف بملف الصحراء أن زيارته إلى المنطقة تأتي في إطار مواصلة المهمة التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات ونيف ، و»الهادفة ، وفق ما حددته قرارات مجلس الأمن المتتالية ، إلى تسهيل المفاوضات المباشرة بين جميع الأطراف، للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول. وأبرز الوسيط الأممي في ملف الصحراء، الذي أجرى أيضا مباحثات مع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وكل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، ووزير الداخلية، امحند لعنصر، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي الضريس، أن مباحثاته مع جلالة وبعض أعضاء الحكومة قدمت مساهمة قيمة في البحث عن وسيلة ناجعة للمضي قدما في تسوية نزاع الصحراء. وأعلن كريستوفر روس، الذي ينتظر أن يقوم بزيارة إلى مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية، في أول زيارة يقوم بها وسيط أممي إلى الأقاليم الجنوبية للملكة، أن جولته الحالية في المنطقة تتوخى المساهمة في تقييم السنوات الخمس الأخيرة من المفاوضات المباشرة والتماس الأفكار حول أفضل السبل لإحراز تقدم حقيقي في عملية التفاوض ، والنظر في تأثير التطورات الأخيرة في شمال إفريقيا والساحل على قضية الصحراء، مشيرا إلى أنه بالرغم من مضي أربع جولات من المفاوضات الرسمية تحت رعاية سلفه، وتسع جولات من الاجتماعات غير الرسمية تحت رعايته شخصيا ، لم يتم إحراز أي تقدم يذكر نحو إيجاد تسوية للنزاع. وتعهد روس أن ينقل خلاصات واستنتجات زيارته إلى المغرب للأمين العام للأمم المتحدة، كما سيقدم تقريرا لمجلس الأمن أواخر شهر نونبر المقبل. وينتظر أن ينهي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة زيارته إلى المغرب يومه الأربعاء، وسيتوجه بعدها إلى الجزائر العاصمة، ثم مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، فالعاصمة الموريتانية نواكشوط، قبل أن تقوده زيارته إلى العديد من العواصم الأوربية، في إطار المساعي الرامية إلى إعادة إطلاق المسلسل السياسي الهادف إلى إيجاد حل سياسي نهائي وتوافقي للنزاع الإقليمي حول الصحراء. وكان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، كارتن نيزرسكي، أعلن منتصف الشهر الحالي عن زيارة الوسيط الأممي المكلف بملف الصحراء إلى المنطقة وبعض الدول الأوربية من أجل مناقشة وتبادل وجهات النظر مع كافة الأطراف حول سبل تسريع مسلسل المفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل سياسي مقبول من الأطراف.