اعترض سكان عشرة دواوير من قبيلة تاشرافت بوراس، التابعة لجماعة أكافاي بعمالة مراكش، سبيل شاحنة تحمل قرابة عشرين طنا من بقايا ونفايات خلفتها معامل عصر الزيتون بمراكش، ومنعوها من تفريغ حمولتها المتعفنة كي تتم عملية تكريرها مجددا في معمل «زيوت أكفاي». حدث هذا، يوم أول أمس الأربعاء 10 أكتوبر الحالي، حيث تجمع المئات من سكان المنطقة، وحضرت قوات الدرك والأمن. وعاين الجميع الحمولة الخطيرة من النفايات المتعفنة، والتي تزكم الأنوف، والتي تم التحايل بتغطية واجهتها بفرشة من حبوب الزيتون السليمة، قصد التمويه والخداع عند أية مراقبة محتملة، إلا أن يقظة السكان ومرارة تجاربهم ومعاناتهم من جراء الأضرار التي لحقت بصغارهم، وشيوخهم ومنتوجاتهم الفلاحية بسبب التلوث الذي مس الأجواء وعفنها، وأضر بالفرشاة المائية غير المحمية بقنوات الصرف الصحي، مما حول الحياة داخل البيوت إلى مباءة، دون الحديث عما أصاب المدرسة المركزية بجماعة تاشرافت، وخنق الأجواء الدراسية بأقسامها، كل هذا جعل السكان يقفون سدا منيعا أمام الشاحنة الموبوءة. هذا، وقد سبق لساكنة جماعة «تاشرافت» أن راسلوا المسؤولين ، كان آخرهم امحند العنصر وزير الداخلية، يكشفون أيضا في مراسلاتهم جوانب أخرى من الاختلالات القانونية والمجالية التي أحاطت بظروف إنشاء هذا المعمل. مما دفع محمد امهيدية الوالي السابق وعامل عمالة مراكش إلى إصدار أمر بتوقيف العمل بهذا المعمل قبل نحو سنة ونصف، بعد أن تلقى سيلا من الشكاوى والتظلمات بهذا الشأن، غير أن السكان فوجئوا مؤخرا بعودة حليمة لعادتها القديمة، مما يعني تجاهل أسباب معاناة الساكنة والخطورة المحدقة ببيئتهم ومجالهم المعيشي التي تحميها القوانين الجاري بها العمل، وآخرها الدستور الجديد الذي ينص على حق المواطن في بيئة سليمة تليق بالكرامة الإنسانية، وضمنها حقوق الأطفال والنساء والمسنين لكونهم أول من يعاني من الهشاشة في أوضاعهم الصحية والنفسية والمجالية. إن الضرورة تقتضي الوقف الفوري لهذه المعاناة . هذا، وقد دخل على الخط حكماء الجماعة والمناضلون ضمنهم، وفعاليات المجتمع المدني ليعملوا على تهدئة السكان الذين أضر بهم هذا الوضع أيما ضرر في انتظار القرار الحكيم بالتصدي لتردي بيئة جماعة تاشرافت.