عاد حزب العدالة والتنمية ليضرب بقوة في الانتخابات الجزئية التي جرت الخميس الماضي، واكتسح نتائج الاقتراع بالدائرتين الانتخابيتين طنجة أصيلا، وجليز النخيل بمراكش، وحقق فوزا مستحقا على حزب الأصالة والمعاصرة، الذي لم يفز بأي مقعد عكس ما كان يطمح إليه، في معقلين من معاقله. فقد استعاد حزب العدالة والتنمية ثلاثة مقاعد نيابية من أصل أربعة فقدها، برسم الانتخابات الجزئية التي جرت أول أمس الخميس 4 أكتوبر لملء المقاعد الشاغرة بمجلس النواب. وفاز مرشحو حزب المصباح بفارق أصوات كبير على منافسيهم. واستعاد حزب العدالة والتنمية مقعده النيابي بدائرة جليز النخيل بمراكش، حيث أعيد انتخاب أحمد المتصدق بهذه الدائرة، التي كان قد فاز فيها بالانتخابات التشريعية التي جرت في 25 نونبر من السنة الماضية، قبل قرار المجلس الدستوري بإلغاء انتخابه. وتصدر مرشح العدالة والتنمية، أحمد المتصدق، نتائج هذه الدائرة بحصوله على أزيد من 10 آلاف و500 صوت، من مجموع الأصوات، حسب ما أعلنته وزارة الداخلية، بعد عملية فرز الأصوات التي باشرتها لجنة الإحصاء بعمالة مراكش. وجاء في المرتبة الثانية، حسب نفس النتائج، مرشحة الأصالة والمعاصرة، زكية لمريني، بفارق وصل إلى حوالي ألف صوت. وتقاسم المرشحان حوالي 94 في المائة من مجموع الأصوات المعبر عنها في هذه الدائرة على التوالي 48.54 للأول و45.49 للثانية، بينما لم يكن حظ المرشحين الثلاثة الآخرين أكثر من اقتسام 6 في المائة الباقية. واستعاد حزب العدالة والتنمية مقعدين من المقاعد الثلاثة التي فاز بها في الدائرة الانتخابية طنجةأصيلة التي عرفت تنافسا حادا وكبيرا، بينما آل المقعد الثالث لمرشح الاتحاد الدستوري، برسم الانتخابات الجزئية التي نظمت أول أمس الخميس، بالرغم من أنه ابتعد بفارق كبير عن مجموع الأصوات التي حصل عليها خلال اقتراع 25 نونبر الماضي. ولم تتجاوز حصيلة الأصوات التي حصلت عليها لائحة حزب العدالة والتنمية 28 ألف صوت، مقابل أزيد من 43 ألف في الانتخابات العامة السابقة، ومع ذلك استطاع استعادة مقعدين من أصل ثلاثة، المتنافس حولها. وحصل مرشح الاتحاد الدستوري على المقعد الثالث. واستعاد كل من محمد بورحو ومحمد الدياز مقعديهما في الدائرة الانتخابية طنجةأصيلة، بحصولهما على حوالي 53 في المائة من أصوات الناخبين المعبر عنها، وذهب المقعد الثالث في هذه الدائرة إلى محمد الزموري عن الاتحاد الدستوري الذي حصل على ما يقرب من 12 ألف صوت. وكان المجلس الدستوري أصدر في 13 يونيو الماضي القرارين رقم 12/855 و856/12 القاضي بإلغاء نتائج اقتراع 25 نونبر بكل من دائرة جليز النخيل بمراكش، والتي فاز فيها أحمد المتصدق، ودائرة طنجة أصيلا، التي فاز فيها كل من محمد بروحو ومحمد الدياز، والعضو الذي حل محل محمد نجيب بوليف. ومني حزب الأصالة والمعاصرة بهزيمة كبيرة، ولم يحصل على أي مقعد من المقاعد المتنافس حولها في الانتخابات الجزئية ليوم الخميس الماضي، رغم الحملة الشرسة التي قام بها ضد مرشحي العدالة والتنمية. وما يزيد من هول انتكاسة الأصالة والمعاصرة أن المدن التي اندحر فيها، مراكشوطنجة، هي مدن تسيرها مجالس محلية بأغلبية تنتمي إليه. وسجل مراقبون أن الانتخابات الجزئية الأخيرة عرفت نسبة مشاركة ضعيفة في صفوف الناخبين، وهو ما يؤشر بعودة شبح العزوف عن الانتخابات في أوساط المواطنين. وعزا أكثر من مصدر هذه النسب الضعيفة للمشاركة إلى ما عرفته الحملات الانتخابية من تراشق واتهامات متبادلة، ومحاولات جهات حزبية بتمييع العملية الانتخابية.