الوضع الحالي للمدينة يطرح العديد من الأسئلة تتوفر مدينة القنيطرة أو (بورليوطي) كما كان يطلق عليها قديما على العديد من المؤهلات والإمكانيات البشرية التي تجعل منها أهم المدن الساحلية، لكنها تبقى في حاجة ماسة إلى تنمية مستدامة، خصوصا في ظل تحولها إلى قطب صناعي مهم بجهة الشمال الغربي للمملكة. كما أن امتداد أراضيها الفلاحية بسهل الغرب يجعل منها أيضا منطقة فلاحية بامتياز خاصة في السنوات الأخيرة حيث أصبح فلاحون فيها يعتمدون على الزارعات الحديثة والعصرية، لاسيما، الزراعات المعدة للصناعة والتصدير. وتتميز المدينة بشواطئها السياحية وبحيراتها الدولية التي تؤهلها أن تكون أحد الأقطاب السياحية المهمة ببلادنا، إلا أنه ورغم كل هذه المؤهلات فإن المدينة تعاني العديد من الإشكالات المرتبطة أساسا بضعف البنية التحتية وتآكلها وتنامي ظاهرة البناء العشوائي وغياب مخططات للتنمية. رغم المؤهلات التي تزخر بها المدينة لم تعرف تنمية حقيقة، ورغم مساهمتها في الاقتصاد الوطني كمصدر لإنتاج الحبوب والقطاني إضافة إلى الرمال التي تستغل في البناء والتشييد وتدر أموالا طائلة على خزينة هذه المدينة. جولة قصيرة بأحياء المدينة يمكن من الوقوف على الحالة المزرية التي تعيشها فأغلب أزقتها خاصة الأحياء الهامشية غير مبلطة ويصعب المرور منها بسبب ضيقها وهذا يرجع إلى تصميمها الذي لم يخضع لضوابط التعمير. إضافة إلى مجاري الصرف الصحي التي تتعرض كثيرا إلى الاختناق، وانقطاعات المتكررة للكهرباء بسبب تقادم الشبكة الكهربائية وهو ما ينتج عنه غالبا إتلاف العديد من الأجهزة الالكترونية المنزلية. كما أن المدينة لا تتوفر على مساحات خضراء وفضاءات للترفيه للأطفال رغم توفرها رصيد عقاري يسمح بإقامة منتزهات وحدائق لفائدة الساكنة التي تتخوف من تحويل هذه الأراضي والفضاءات إلى عمارات إسمنتية، لاسيما، مع الزحف العمراني الذي أصبحت تعيشه المدينة خلال السنوات الأخيرة وهو الزحف الذي حول دورا سكنية إلى عمارات شاهقة من ثماني الطوابق رغم أن التربة التي بنيت عليها هذه العقارات لا تسمح بذلك. وضع المدينة حاليا يطرح العديد من الأسئلة حول الإهمال والتهميش الذي ترزح تحت نيره مدينة غنية بثرواتها المتنوعة. وتمثل أحياء الساكنية وأولاد امبارك والمسيرة ودوارلعريبي نموذجا للأحياء المهمشة التي يعاين زائرها الإهمال الذي تتخبط فيه. هكذا صارت المدينة مهملة بفعل غياب التخطيط والبرامج التنموية التي من شأنها الرفع من قدراتها في شتى الميادين، مما فسح المجال لتنبت فيها أحياء صفيحية جديدة بمباركة المسؤولين. لقد أصبح واقع المدينة لا يخدم الشباب ويدفعهم لليأس والحيرة. حيث إن العديد من المشاريع في المدينة توقفت، والكثير من الشركات أغلقت أبوابها مخلفة العديد من العمال مشردين. في الوقت الذي كان على مدبري الشؤون المحلية العمل على استقطاب المشاريع التنموية من خلال مؤسسات اقتصادية من شأنها التخفيض من نسبة البطالة التي أصبحت متفشية في هذه الحاضرة التي تعرف نسبة الإجرام ارتفاعا خلال الآونة الأخيرة القنيطرة مدينة مغرقة في عالم النسيان والتهميش إنها الخلاصة التي يكاد يجمع عليها سكان المدينة. فمتى تتحرك عجلة التنمية بهذه المدينة؟.