الشباب في صلب المشاريع التنموية يحتفل الشعب المغربي، بعيد الشباب الذي يصادف الذكرى التاسعة والأربعين لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من هذا العيد الوطني للشباب المغربي شعلة متقدة لتوطيد الأمل وترسيخ الثقة في حاضر ومستقبل الوطن. فبالإضافة إلى الأوراش الكبرى التي تعرفها المملكة في مجال التجهيزات والبنيات التحتية من مثيل الطرق السيارة وميناء طنجة المتوسط ومشروع الطاقة الشمسية وغيرها من البنيات والمشاريع الكبرى المهيكلة، والتي تمثل طفرة حضرية يعيشها المغرب، ظل الشباب في صلب كل هذه المشاريع، باعتباره الأداة والمحور الرئيسي لكل عملية تنموية. إن المقاربات الإصلاحية التي عرفها المغرب منذ مطلع الألفية الثالثة، والتي سنها جلالة الملك، لم تكن، ذات طابع ظرفي أو موسمي، بل كانت ذات طابع مهيكل مستمر في الزمان والمكان، ومنسجمة مع تطلعات الشعب المغربي بكل فئاته وخاصة الشباب الذي خرج بعفوية إلى الشارع ليطالب بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد.. وجاء خطاب 9 مارس من السنة الماضية، الذي أصبح وثيقة مرجعية في نهج الإصلاح القائم على التوجهات الكبرى التي تحدد معالم مغرب الغد، أو المغرب الذي يتمثله شباب اليوم، مغرب الحداثة والديمقراطية والتقدم الاجتماعي. إن ما يميز احتفالات عيد الشباب لهذه السنة، هو السياق العام الذي يتسم بالدينامية الجديدة التي تشهدها بلادنا، على ضوء المطالبة بتنزيل مقتضيات الدستور الجديد الذي أقره المغاربة في فاتح يوليوز من السنة الماضية، والذي أفرد حيزا مهما للشباب وللدور الذي يضطلع به في بناء المسار الديمقراطي المغربي، والذي يمثل عصارة تجربة مغربية متميزة تفاعل عبرها مع الربيع العربي الذي عاشته عدد من بلدان المنطقة. فالمقتضيات الجديدة التي جاء بها الدستور، في مجال الطفولة والشباب والعمل الجمعوي، شكلت محفزا أساسيا لانخراط الشباب في الحياة العامة وفي خلق انفراج حقيقي يصحح رؤية هذه الشريحة المجتمعية لمعنى المشاركة في الفعل في مختلف أوجه الحياة العامة، كما شكل أيضا اعترافا صريحا بالأدوار الطلائعية التي قامت بها الشبيبة المغربية على مدار التاريخ المغربي، وخاصة خلال العقد الأخير من القرن الماضي، حيث أصبح العمل الجمعوي المرتكز في عمقه التنظيمي والتأطيري على الشباب، يضطلع بأدوار مهمة للمساهمة في البناء الديمقراطي، وإشاعة قيم المشاركة والتضامن والتطوع. منذ مطلع الألفية الثالثة، أصبح الشباب طرفا رئيسيا في صناعة كل اللحظات المفصلية في التاريخ المغربي، وجاءت الوثيقة الدستورية لتكرس موقعه المتميز في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد باعتباره يمثل الاستمرارية ويجسد تطلعات مغرب المؤسسات والديمقراطية وحقوق الإنسان. هذا واعتبر البرلماني الشاب، النائب رشيد روكبان، رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، ورئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب، أن الإرادة الملكية لعبت دورا حاسما في تقوية دور الشباب المغربي وانخراطه في الحياة العامة والسياسية، مشيرا إلى أن وصول ثلاثين شابا إلى مجلس النواب في إطار اللائحة الوطنية للشباب أعطى دينامية جديدة للمؤسسة التشريعية أنعشت الحياة البرلمانية خاصة من طرف الشباب الذي تمرس في المدارس الحزبية الديمقراطية. وأوضح رشيد روكبان في حديث لبيان اليوم، أن تنصيص الدستور على إحداث مجلس وطني للشباب والعمل الجمعوي، ما هو إلا تكريس للنضال الذي أبانت عنه الحركة الشبابية على مر عقود من القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين، خاصة تلك المنظمات الشبابية المنتمية للحركة التقدمية والديمقراطية والتي ساهمت بشكل جلي في الترافع من أجل دستور ديمقراطي، يستطيع أن يلج المغرب من خلاله إلى مصاف الدول المتقدمة. وأضاف روكبان أن أجرأة هذه الآلية الدستورية سيمثل إشارة قوية لتحفيز الشباب على المشاركة في الحياة العامة والشأن السياسي والمواطناتي، مؤكدا على أنه من شأن تنزيل هذه المقتضيات الجديدة على أرض الواقع عبر أجرأتها، أن تنعكس على الوضعية السوسيو- اقتصادية والثقافية والبيئية للشباب المغربي.