استقبل رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب رشيد روكبان الأربعاء الماضي بمقر مجلس النواب، وفدا من الطلبة الجامعيين المغاربة المقيمين بالخارج - أبناء العالم- تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، جاءوا من عدة دول هي فرنسا، بلجيكا، كندا، أستراليا، إيطاليا، ألمانيا، وفلسطين، وذلك على هامش مشاركتهم في أنشطة «الجامعة المواطنة» التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط تحت شعار «المغرب: تنوع ملتزم مع المستقبل». وتناول اللقاء، على ضوء جملة من الأسئلة التي طرحها الطلبة الحاضرون، عددا من المواضيع المطروحة على الساحة الوطنية، وفي مقدمتها المسلسل الإصلاحي الذي أفضى إلى المراجعة الدستورية وتشكيل الحكومة الجديدة ببلادنا، وتوسيع اختصاصات مجلسي البرلمان والتنصيص على مبدأ الفصل بين السلط، وتعزيز تمثيلية النساء والشباب في البرلمان والحكومة، وتمويل الانتخابات والأحزاب، ومرتكزات النظام السياسي على ضوء ثوابت الأمة، إضافة إلى البرنامج الإصلاحي الذي يقترحه حزب التقدم والاشتراكية، ضمن الحكومة الحالية التي يشارك فيها، وغير ذلك من القضايا التي تستأثر باهتمام الطلبة والشباب . وحرص «رشيد روكبان» في بداية اللقاء، على التذكير بأهمية المسلسل الإصلاحي الذي عرفته بلادنا، منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، مؤكدا على أن الربيع الديمقراطي الذي شهدته وتفاعلت معه بطريقتها الخاصة، جاء تتويجا لهذا المسلسل الذي عززه الخطاب التاريخي لجلالة الملك محمد السادس في تاسع مارس 2011، والدستور المتقدم المصادق عليه من قبل الشعب المغربي في فاتح يوليوز2011، ما أدى إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، انبثقت عنها حكومة جديدة تسعى إلى تنزيل مبادئ الدستور الجديد بشكل سليم وديمقراطي، وتفعيل برنامجها الإصلاحي الذي تضمنه برنامجها الحكومي ، كما ركز على مبدأ فصل السلط، وفقا لمقتضيات الدستور الجديد، موضحا أن الإصلاحات الديمقراطية الأخيرة التي شهدتها بلادنا في الفترة الأخيرة، أدخلتها بشكل إيجابي في الجيل الثاني من الإصلاحات الدستورية، مضيفا أن ثوابت البلاد المتمثلة في الإسلام والوحدة الترابية والنظام الملكي والخيار الديمقراطي كما أعلن عنه جلالة الملك محمد السادس خلال خطابه في تاسع مارس 2011، تحظى بإجماع الأمة، وهي الركيزة الأساسية للاستقرار والآمان الذي تنعم به بلادنا. وبعد التوسع في شرح اختصاصات مجلسي النواب والمستشارين، والدور الرقابي والتشريعي المنوط بهما، في إطار مقتضيات الدستور الجديد، أعرب «رشيد روكبان» عن أمل فريق التقدم الديمقراطي، في أن يتم تعزيز تمثيلية ومشاركة النساء في الحكومة الحالية، متى تأتى ذلك وتهيأت الظروف، قصد تجاوز النقص الواضح في هذا الشأن، خاصة وأن النساء المغربيات برهن على قدراتهن الهائلة في مختلف المجالات، معتبرا أن نفس التحدي يبقى مطروحا على مستوى ضمان تمثيليتهن بشكل وازن في البرلمان، رغم المكتسبات الإيجابية التي تحققت في هذا الشأن. وعبر «رشيد روكبان» عن القناعة المبدئية لفريق التقدم الديمقراطي، في بذل كل الجهود لإعادة وتفعيل ثقة الموطنين وخاصة فئة الشباب في الأحزاب السياسية، مشيرا إلى أن تشابه برامج هذه الأخيرة، يعتبر من بين المشكلات المطروحة، مؤكدا في سياق شرحه لبرنامج حزب التقدم والاشتراكية الذي لا يتنافى عموما مع الأهداف والتوجهات الإصلاحية الكبرى للحكومة الحالية، أن وزراء الحزب يشرفون على القطاعات الحكومية الأربعة- السكنى، والصحة ، والتشغيل ، والثقافة- وهي قطاعات هامة وحيوية، لكونها ترتبط بشكل وثيق بالمجال الاجتماعي والتنموي في أبعاده الشمولية، مؤكدا على أن حزب التقدم والاشتراكية، يعتبر أن الاستثمار في الرأسمال البشري، وتفعيل وتأهيل الإنسان المغربي، هو مرتكزه الأساسي للوصول إلى الأهداف المنشودة. وعبر «رشيد روكبان» من جهة أخرى، عن أمل فريق التقدم الديمقراطي، في أن يتم في المستقبل، حل الصعوبات المطروحة أمام المواطنين المغاربة المقيمين في الخارج، على مستوى التصويت والترشح في العمليات الانتخابية، ضمانا لمساهمتهم في مجرياتها في الأماكن والدول التي يقطنون بها.