فقدت الأسرة الملكية ومعها الشعب المغربي أميرة ظلت طيلة حياتها رمزا للتضحية والفداء نعت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة بأسى عميق وحزن كبير وفاة سمو الأميرة للا أمينة كريمة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس وشقيقة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، وعمة جلالة الملك محمد السادس، وذلك مساء أول أمس الخميس، بعد مرض دام بضعة شهور. وذكر بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن الوزارة «إذ تنعي إلى الشعب المغربي الكريم وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أمينة تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته، لتبتهل ضارعة إلى المولى جل وعلا أن يحفظ سيدنا الملك الهمام بما حفظ به الذكر الحكيم ويديم عزه ونصره ويجزل للفقيدة المغفرة والرضوان ،ويلهم الأسرة الملكية الشريفة جميل الصبر ووافر العزاء». هذا وشيعت جنازة المغفور لها سمو الأميرة للا أمينة رحمها الله، يوم الجمعة بعد صلاة العصر بمسجد أهل فاس، ووري جثمانها الطاهر بضريح المولى الحسن بالمشور السعيد بالرباط. وبوفاة سمو الأميرة الجليلة للا آمنة، رئيسة الأولمبياد الخاص المغربي، فقدت الأسرة الملكية ومعها الشعب المغربي، أميرة ظلت طيلة حياتها رمزا للتضحية والفداء حيث كانت بمثابة أمل أجيال المستقبل، يجسد طموحاته في التحرر والتشييد وبناء مغرب الغد، وذلك من خلال الاهتمام الخاص الذي كانت توليه سموها لقضايا الطفولة والفئات المحرومة وذوي الاحتياجات الخاصة ، فضلا عن اهتماماتها الرياضية. فمنذ عودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس، إلى أرض الوطن من منفاه في مدغشقر حيث ولدت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا آمنة يوم 14 أبريل1954، أسند جلالته لسموها سنة 1957، وهي لازالت صغيرة، رئاسة العصبة المغربية لحماية الطفولة، كرمز للمستقبل وإرادة ملكية سامية للنهوض بأوضاع الطفولة بالمغرب، حيث خطت سموها أولى خطواتها في الميدان الاجتماعي من خلال رعاية الأطفال والفئات المحرومة، وذوي الاحتياجات الخاصة. كما أولت أهمية خاصة للرياضة ولاسيما الفروسية، واكتسبت منذ صغرها صفة فارس. وتقلدت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا آمنة عدة مهام ومسؤوليات في عدة مجالات ولاسيما في الميادين الرياضية والاجتماعية، وشغلت مهام رئيسة اللجنة المنظمة ل//أسبوع الفرس // الذي ينظم كل سنة بحلبة دار السلام بالرباط، ورئيسة حكام المباريات الوطنية للقفز على الحواجز ومدربة للفريق الوطني المغربي للفروسية، ورئيسة الجامعة الملكية المغربية للفروسية منذ سنة 1999. واعتبارا لما حققته من مكاسب ايجابية للفروسية بالمغرب، تم انتخاب سموها أول مسيرة رياضية إفريقية. وقد توفقت الفقيدة الأميرة الجليلة للا آمنة في أن تجعل من الفروسية رياضة شعبية تستمد جذورها من الأصالة المغربية والتقاليد العربية العريقة، حيث أعادت للفارس المغربي عموما وللفروسية المغربية التقليدية على وجه الخصوص مكانتها واعتبارها، وقامت بإدماج المعاقين ذهنيا في رياضة الفروسية . وتجلت الاهتمامات الاجتماعية لسموها من خلال رئاستها لكل من العصبة المغربية لحماية الطفولة، والمنظمة المغربية للأمهات، والجمعية المغربية للفنون الواعدة التي تهتم بتنمية البرامج الفنية لدى الأشخاص المعاقين، فضلا عن رئاستها الشرفية ل/جمعية هدف/ لرعاية المعاقين. كما أولت سموها عناية خاصة لقضايا الأم من خلال برامج ومشاريع اجتماعية أشرفت على إنجازها لفائدة الأمهات وخاصة منهن اللائي تعيشن في وضعية صعبة. كما جعلت سموها من حماية حقوق الطفل وصيانة كرامته أحد انشغالاتها الأساسية وخاصة ما يتعلق بالطفولة المحرومة حيث أولت رعاية للأطفال المحرومين من الأسرة، والأطفال ضحايا العنف وسوء المعاملة والتفكك الأسري والتشرد في إطار مقاربة شمولية عمدت إلى تجنيد كل الفعاليات الوطنية للنهوض بأوضاع هذه الطفولة. وقد تجلى هذا الاهتمام من خلال اشراف سموها على تأسيس أول منتدى دولي للطفل المحروم من الأسرة وعلى توقيع عدة شراكات مع العديد من القطاعات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لتنمية البرامج الاجتماعية التربوية المتعلقة بقضايا الطفولة، وكذا مواكبة كل المستجدات المرتبطة بتفعيل القوانين والتشريعات الوطنية وملاءمتها مع القوانين والمعاهدات الدولية، فضلا عن الدفاع عن حقوق الطفل في المحافل الدولية والعمل على تفعيل مقتضيات الاتفاقية الأممية لحقوق الطفل التي وقعها المغرب سنة 1993. وكانت الفقيدة تولي اهتماما كبيرا أيضا لرعاية المعاقين وإدماجهم في المجتمع، حيث قامت سموها سنة 1994 بإحداث الأولمبياد الخاص المغربي والمساهمة في تأسيس اللجنة الجهوية للأولمبياد الخاص المغربي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعبئة كل الجهود للنهوض برياضة المعاقين ذهنيا بالمغرب. وعلى صعيد آخر ترأست سمو الأميرة الجليلة للا آمنة الدورة الثانية لألعاب الأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالرباط سنة 2000 ، وحرصت على الرفع من مردودية الأولمبياد الخاص المغربي ومواكبة أنشطته ومنجزاته في الميدان، وظلت سموها تترأس اجتماعات مكتبه المركزي كل شهر، والسهر على تتبع تنفيذ كل البرامج والمخططات المرسومة والإشراف على عمليات التقييم والمتابعة. وتعكس المكانة المتميزة التي يحتلها الأولمبياد الخاص المغربي على المستويين الدولي والجهوي مدى العناية البالغة التي كانت توليها سموها لرياضة المعاقين ذهنيا تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس . ويذكر في هذا المجال أن المرحومة للا آمنة انتخبت عضوا في اللجنة الاستشارية الدولية للأولمبياد الخاص الدولي في أبريل من سنة 2008، وحظيت سموها باستقبال جلالة الملك محمد السادس بالقصر الملكي بمكناس حيث هنأها جلالته على انتخابها بالإجماع عضوا في اللجنة الاستشارية الدولية للأولمبياد الخاص لتمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.