تم عصر اليوم الجمعة بالرباط تشييع جثمان الأميرة للا أمينة، شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني، وعمة الملك محمد السادس، والتي وافاها الأجل المحتوم أمس الخميس. وقد ووري جثمان الفقيدة الثرى بضريح مولاي الحسن بالمشور السعيد بالرباط بعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد أهل فاس بالمشور ٬ بحضور الملك محمد السادس وشقيقه الأمير مولاي رشيد والأمير مولاي إسماعيل وذوي الفقيدة من الأمراء والأشراف وعدة شخصيات مدنية وعسكرية٬ حيث جرت مراسيم التشييع في موكب جنائزي مهيب. وكانت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة قد نعت أمس، بأسى عميق وحزن كبير وفاة الأميرة للا أمينة بعد مرض دام بضعة شهور. يذكر أن الأميرة للا أمينة رئيسة الأولمبياد الخاص المغربي والجامعة الملكية المغربية للفروسية ازدادت يوم 14 أبريل 1954 بالمنفى بمدغشقر، وبعد عودة والده الملك الراحل محمد الخامس إلى أرض الوطن٬ أسند إليها سنة 1957 ٬ وهي لازالت صغيرة ٬ رئاسة العصبة المغربية لحماية الطفولة، وموازاة مع استكمال تعليمها الأساسي والثانوي بالمعهد الملكي بالرباط ومتابعة دراستها العليا في الفلسفة واتقانها للغات الحية الفرنسية والانجليزية إلى جانب اللغة العربية كانت شقيقة الحسن الثاني تولي أهمية خاصة للرياضة ولاسيما الفروسية حيث تمكنت في سن مبكر من اكتساب صفة فارس والتوفر على إسطبل خاص لتربية الخيول والجياد وممارسة الفروسية كرياضة وفن وهواية . وتجلت الاهتمامات الاجتماعية للأميرة الراحلة من خلال رئاستها لكل من العصبة المغربية لحماية الطفولة٬ والمنظمة المغربية للأمهات٬ والجمعية المغربية للفنون الواعدة التي تهتم بتنمية البرامج الفنية لدى الأشخاص المعاقين٬ فضلا عن رئاستها الشرفية ل"جمعية هدف" لرعاية المعاقين. كما أولت عناية خاصة لقضايا الأم من خلال برامج ومشاريع اجتماعية أشرفت على إنجازها لفائدة الأمهات وخاصة منهن اللائي تعيشن في وضعية صعبة. وكانت الفقيدة تولي اهتماما كبيرا أيضا لرعاية المعاقين وإدماجهم في المجتمع٬ حيث قامت سنة 1994 بإحداث الأولمبياد الخاص المغربي والمساهمة في تأسيس اللجنة الجهوية للأولمبياد الخاص المغربي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا٬ وتعبئة كل الجهود للنهوض برياضة المعاقين ذهنيا بالمغرب.