تم عصر أمس الاثنين بالرباط تشييع جثمان الأميرة للاعائشة، شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني، وعمة الملك محمد السادس، والتي وافاها الأجل المحتوم أمس الاحد بالقصر الملكي في الرباط. وقد ووري جثمان الفقيدة الثرى بضريح مولاي الحسن بالقصر الملكي بالرباط بعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد أهل فاس بالمشور السعيد، بحضور الملك محمد السادس والأميرين مولاي رشيد والأمير مولاي إسماعيل وذوي الفقيدة من الأمراء والأشراف وعدة شخصيات، حيث جرت مراسيم التشييع في موكب جنائزي مهيب. وكانت الأميرة للا عائشة، وفق ما ذكرته وكالة المغرب العربي للأنباء، تتمتع بذكاء فائق شهد لها بذلك أساتذتها وكذا التلميذات اللواتي تابعن معها الدراسة في نفس القسم. وتابعت دراستها بجد وحزم واجتهاد إلى أن حصلت على البكالوريا بقسميها. وفي شبابها أسند إليها الملك الراحل محمد الخامس تمثيل المرأة المغربية، وقامت في هذا الميدان بنشاط فعال وملحوظ. وفي سنة 1947 قام الملك الراحل محمد الخامس بزيارة مدينة طنجة، وألقت بهذه المناسبة خطابا هاما، بعد خطاب والدها التاريخي، مما كان له أبلغ الأثر على المرأة المغربية، حيث حثتها فيه على المشاركة في الحياة السياسية والمطالبة بالحرية إلى جانب شقيقها الرجل. ولما نفي الملك الراحل محمد الخامس انقطعت الأميرة عن الدراسة ولم تتابع تعليمها الجامعي، وبعد عودة الأسرة الملكية من المنفى شاركت في الحياة السياسية، وذلك في السنوات الأولى من الاستقلال، فشغلت عددا من المناصب في ميدان الشبيبة وفي المجال الديبلوماسي. كما شاركت في عدد من اللقاءات الوطنية والدولية. ومنذ 21 أبريل 1957 أسندت إليها رئاسة التعاون الوطني . وفي مارس 1965 عينها الملك الراحل الحسن الثاني سفيرة للمملكة بلندن، لتكون بذلك أول سفيرة في العالم العربي، وذلك إلى غاية دجنبر 1968 ، كما عينت سفيرة للمغرب بروما من 1969 إلى غاية 1972 . والأميرة للا عائشة حاصلة على الحمالة الكبرى لوسام العرش .