شيعت، عند صلاة عصر أمس الإثنين، بمسجد أهل فاس، جنازة الأميرة الفقيدة للا عائشة، وجرت مراسيم الدفن بضريح مولاي الحسن بالقصر الملكي بالرباط. وكانت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة قد نعت، مساء أول أمس الأحد، صاحبة السمو الملكي الأميرة للاعائشة، موضحة، في بلاغ لها، أن الأجل المحتوم وافى صاحبة السمو الملكي الأميرة للا عائشة، كريمة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، وشقيقة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، وعمة جلالة الملك محمد السادس، على الساعة التاسعة من مساء يوم الأحد الخامس من شوال 1432 ه الموافق للرابع من شتنبر 2011.. وقد ولدت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا عائشة بالقصر الملكي بالرباط في 17 يونيو 1930 وتابعت دراستها الابتدائية بالقصر الملكي ثم التحقت بثانوية البنات بنفس المدينة. وكانت سمو الأميرة للا عائشة تتمتع بذكاء فائق شهد لها بذلك أساتذتها وكذا التلميذات اللواتي تابعن معها الدراسة في نفس القسم. وتابعت دراستها بجد وحزم واجتهاد إلى أن حصلت على الباكالوريا بقسميها. وفي شبابها أسند إليها المغفور له جلالة الملك محمد الخامس تمثيل المرأة المغربية، وقامت سموها في هذا الميدان بنشاط فعال وملحوظ. وفي سنة 1947 قام المغفور له جلالة الملك محمد الخامس بزيارة مدينة طنجة، وألقت بهذه المناسبة خطابا هاما، بعد خطاب والدها التاريخي، مما كان له أبلغ الأثر على المرأة المغربية، حيث حثتها فيه سموها على المشاركة في الحياة السياسية والمطالبة بالحرية إلى جانب شقيقها الرجل. ولما نفي ملك البلاد انقطعت الأميرة عن الدراسة ولم تتابع تعليمها الجامعي، وبعد عودة الأسرة الملكية من المنفى شاركت في الحياة السياسية، وذلك في السنوات الأولى من الاستقلال، فشغلت عددا من المناصب في ميدان الشبيبة وفي المجال الديبلوماسي. كما شاركت في عدد من اللقاءات الوطنية والدولية. ومنذ 21 أبريل 1957 أسندت إليها رئاسة التعاون الوطني . وفي مارس 1965 عينها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني سفيرة للمملكة بلندن، لتكون بذلك أول سفيرة في العالم العربي، وذلك إلى غاية دجنبر 1968، كما عينت سفيرة للمغرب بروما من 1969 إلى غاية 1972 . والأميرة للا عائشة حاصلة على الحمالة الكبرى لوسام العرش . تغمد الله الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه إنا لله وإنا إليه راجعون