عموتة: فيربيك مسؤول عن «كارثة» لندن قال المدرب حسين عموتة، إن المدرب الهولندي بيم فيبريك أساء للمنتخب الأولمبي المغربي وكان السبب الرئيسي وراء فشل الكرة المغربية في أولمبياد لندن، معتبرا أن المنتخب الأولمبي المغربي يضم عناصر ممتازة فنيا وتكتيكيا، لكن غياب الانسجام وانعدام الروح الجماعية، جعل اللعب الفردي يطغى على الأداء. وأكد مدرب نادي السد القطري في حوار خص به «هسبريس» من الدوحة أن اللاعب المحلي والمدرب المغربي قادران على العطاء إذا تم وضع الثقة فيهما. * كيف وجدت أداء المنتخب الأولمبي المغربي خلال الألعاب الأولمبية في لندن؟ - بصراحة المباراة الأولى ضد الهندوراس كانت جيدة، وكان الأولمبيون أقرب إلى الفوز، لكن تم ارتكاب بعض الأخطاء التقنية التي جعلت المباراة تنتهي بالتعادل، أما المباراة الثانية، فقد عرف المنتخب الياباني كيف يسير المباراة، واقتنص الفرصة التي أتيحت له على أكمل وجه، وهذا أمر طبيعي بالنظر إلى هذا الفريق المحترم سواء على المستوى الكروي أو السلوكي، ومدى التزام لاعبيه وانضباطهم تكتيكيا، وفيما يتعلق بالمباراة الثالثة، فقد كان من الضروري اللعب على الفوز لتقوية حظوظ المرور للدور المقبل، لكن المدرب لم يتمتع بالجرأة الكافية، وظل متخوفا بالتالي خرج المنتخب من الدور الأول. * في نظرك ما الأسباب الكامنة وراء هذا الأداء، الذي خيب آمال الجمهور المغربي؟؟ - أولا يجب الاعتراف بأن المنتخب يضم عناصر ممتازة فنيا وتكتيكيا، لكن غياب الانسجام وعدم توحيد الأهداف وانعدام الروح الجماعية، جعل اللعب الفردي يطغي على الأداء، وهذا أمر يمكن فهمه بالنظر إلى أن هناك عناصر تبحث عن الفرصة للاحتراف، ونحن نعلم أن الملاعب في هذه المناسبات تكون مليئة بالمنقبين عن المواهب الكروية التي تلعب للمنتخبات الأولمبية. * وماذا عن المدرب بيم فيربيك؟؟ - بالتأكيد هو المسؤول الأكبر عن هذا الفشل الذريع للمنتخب، فكلنا لم نر شخصية المدرب طيلة المباريات ناهيك عن الأخطاء القاتلة التي ارتكبها قبيل انطلاق المنافسات بإبعاده بشكل تعسفي بل وعنصري الإطار المغربي حميدو الوركة، والتوقيت لم يكن مناسبا بتاتا لزعزعة استقرار المنتخب، فقد فضل وضع أخيه بدل الوركة، وهذه في نظري وصمة عار على جبين فيربيك، الذي أكرر أنه المسؤول الأكبر عن هذه الكارثة. * وماذا عن غياب اللاعب المحلي، باستثناء بعض العناصر، عن المنتخب الأولمبي...؟ - هذا صحيح، فهناك عناصر محلية ممتازة تستحق اللعب للمنتخب، وقدمت مستويات كبيرة خلال المباريات السابقة، لكن للأسف لازالت عقلية عدم الاعتراف باللاعب المحلي تطغي على بعض العقليات المسيرة للمنتخبات الوطنية، لهذا أصبح من اللازم تغيير هذه النظرة، والاهتمام أكثر بتكوين الفئات الصغرى، وأيضا إيلاء أهمية قصوى للأطر التي تتكفل بتكوين هؤلاء الصغار، وبالتأكيد من الواجب منح الثقة للاعب المحلي في المباريات القارية وحتى الدولية، لأنه قادر على العطاء، وخير دليل المباراة التي خاضها منتخب الكبار أمام الكوت ديفوار، فبعد تهرب بعض الأسماء الرنانة في المنتخب، كان اللاعب المحلي في الموعد وتحمل المسؤولية، وحصلنا على تعادل أنقذ ماء وجه المنتخب المغربي. * ما رأيك في المباراة التي خاضها الرجاء ضد نادي برشلونة وانتهت بفوز الفريق الإسباني بثمانية أهداف نظيفة.... - أرى أن هذه المباراة ورغم كونها تندرج في إطار ودي، إلا أنها تعكس العقلية الهاوية التي لا زالت تطغى على كرتنا المغربية، فلاعبو الرجاء البيضاوي لم يأخذوا هذه المباراة على محمل الجد، وبالتالي عطاؤهم كان ناقصا، كما أنهم رغبوا في لعب الكرة الاستعراضية لكن التزام النادي الإسباني على جميع الأصعدة جعل المباراة تخرج تماما من بين أيدي الرجاء وبالتالي تسجيل هذه النتيجة العريضة. * إذن كيف يمكن التخلص من العقلية الكروية الهاوية؟ - يجب الاشتغال في العمق، والاهتمام بشكل كبير بالفئات الصغرى، والتنقيب عن المواهب في سن مبكرة وصقلها كما يجب، وأيضا الاهتمام بالمنظومة الكاملة التي تحيط باللاعب أي الأسرة والمدرسة والشارع، ناهيك عن ضمان المتابعة اللصيقة لتطور اللاعب واستمراريته، لكن للأسف لازال ينقصنا الكثير من العمل في هذا الاتجاه، كما أننا لا نعطي المدرب الذي يهيئ لنا هاته الفئات المكانة الرفيعة التي يجب أن يحتلها.