من المقرر، أن يواصل نورالدين داحن، قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة بمحكمة الاستئناف بالدار بيضاء، يوم 27 غشت الجاري، الاستماع في إطار التحقيق التفصيلي إلى ستة متهمين متابعين في حالة سراح في ملف «بنعلو ومن معه» المتعلق بالاختلالات والتجاوزات التي كشفها تقرير المجلس الأعلى للحسابات برسم سنة 2008 داخل المكتب الوطني للمطارات. وكان قاضي التحقيق قد استمع، في بداية شهر غشت، إلى سبعة متهمين آخرين في حالة سراح، ومجموعة من الموظفين في قسم الصفقات وبعض المقاولين، الذين سبقوا أن اتهموا في شكايات لهم، مدير ديوان بنعلو، بتفضيله لشركات معينة ومنحها صفقات المكتب الوطني للمطارات، ليقرر بعد ذلك، تأجيل الاستماع إلى المتهمين الستة المتبقين، بالإضافة إلى عبد الحنين بنعلو المدير السابق للمكتب الوطني للمطارات، وأحمد أمين برق الليل، مدير ديوانه، ومتهمين اثنين، متابعين جميعا في حالة اعتقال، إلى حين عودته من الديار السعودية لأداء مناسك العمرة. وكان عبد الحنين بنعلو، قد تولى إدارة المكتب الوطني للمطارات من سنة 2003 إلى 2007، وهي الفترة التي سجل فيها تقرير المجلس الأعلى للحسابات العديد من الخروقات ضد بنعلو، من بينها إبرامه لحوالي 1000 صفقة في ظرف 4 سنوات بقيمة 640 مليار سنتيم، وكذلك إبرام حوالي 8000 سند طلب بقيمة 374 مليون درهم، وفيما يخص الصفقات المتعلقة بلباس المستخدمين، فقد بلغ المبلغ الإجمالي حوالي مليارين و700 مليون سنتيم في الوقت الذي كانت لا تتجاوز مبلغ 70 مليون سنتيم قبل سنة 2003. كما كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2008 عن مجموعة من الاختلالات التي شهدها تدبير المكتب، من بينها على سبيل المثال استفادة المدير العام من إقامة عائلية في فندق بمراكش على حساب المكتب الوطني للمطارات طيلة الفترة الممتدة من 27 دجنبر 2007 إلى 3 يناير 2008، وحجز غرفتين ثمن الواحدة منهما 2800 درهم لليلة بدون احتساب الرسوم، وشراء مقتنيات فاخرة من متاجر «Duty Free» الموجودة بمطار محمد الخامس على حساب المكتب الوطني للمطارات. وشملت هذه المقتنيات حقائب من ماركات مختلفة وسجائر كوبية وعطورا بقيمة مالية تجاوزت 60 مليون سنتيم. كما سجل التقرير على المدير العام السابق إفراطه في اقتناء الهدايا الفاخرة كالمحافظ وحقائب الغولف وسلع فضية وسلع من البورسلين والكريستال بقيمة 239 مليون سنتيم. كما قام المدير العام السابق ببيع قطع أرضية تابعة للمكتب لفائدته ولفائدة أشخاص آخرين.