هل يستهلك الرياضيون المواد المنشطة بنية الغش أم عن غير قصد؟ وتتوالى الصدمات والفضائح في الرياضة الوطنية ولا حديث في مجتمعنا الرياضي إلا عن المنشطات وتورط عناصر في منتخبنا الوطني في المحظور، وجاءت رحلة لندن بمناسبة المونديال لتؤكد استمرار المعاناة ووجود ما ينخر الجسد الرياضي الوطني ويسيء إليه. يومان قبل انطلاق منافسات الأولمبياد أعلن الاتحاد الدولي لألعاب القوى تورط العداءة المغربية مريم علوي السلسولي، في المنشطات وتم منعها من ولوج القرية الأولمبية، وحاولت الدفاع عن براءتها عند مثولها أمام اللجنة التأديبية المنبثقة عن الجامعة. وملفها مفتوح فوق طاولة مسؤولي الرياضة في البلاد، وبعد أيام طلع الخبر مدويا معلنا سقوط العداء المغربي أمين لعلو من المنشطات، وتقرر منعه هو الآخر من تجاوز المطار في لندن، وكانت الضربة موجعة حولت الأنظار إلى الوفد المغربي وحولت الأمل إلى ألم والطموح إلى إحباط. فماذا يجري في ألعاب القوى الوطنية ومن وراء هذا الفساد؟ وهل يستهلك الرياضيون المغاربة المواد المنشطة بنية الغش أم عن غير قصد؟ وهل تقوم الجامعة بدورها اتجاه العدائين والعداءات باعتماد التحسيس والتنبيه والمراقبة بهدف الحفاظ على نظافة الميدان وسلامة الأبطال ومصداقية النتائج وسمعة المغرب الرياضي. أكيد أن المشكل عالمي وأن المنشطات آفة تعانيها الرياضة العالمية والحرب ضارية بين منتجي ومروجي المواد المنشطة والأجهزة المكلفة بالتحسيس بالمخاطر وبالمكافحة، لكن الوضع يفرض تحصين البيت بمختلف الوسائل الممكنة وخاصة التربوية منها. لقد ضربت المنشات بطلة وبطلا معول عليهما لتمثيل البلاد في المحافل الدولية وتم تحضيرهما بأموال طائلة وتحول حضورهما في الأولمبياد إلى «شوهة» وفضيحة تسيء إلى الرياضة الوطنية. اللجنة الوطنية الأولمبية أعلنت موقفها الرامي إلى فتح تحقيق في محيط العدائين حول مصادر الموارد المنشطة وحول مروجيها ومحضريها، بكل جرأة وصرامة، ومريم السلسولي وأمين لعلو، ليسا أول من يسقطا في المحظور، والاتحاد الدولي لألعاب القوى عاقب مجموعة من العناصر بالتوقيف لمدة متفاوتة: حنان أوحدو، عبد الله تاعرافت ومنى تابصارت. وبلغنا أن العقد الأخير شهد توقيف مجموعة من الأسماء انضافت إلى حالات أخرى لعدائين خضعوا للاختبار من قبل وأدينوا: من بينهم عبد اللطيف شلال، إبراهيم بولاميو عادل الكاوش. والمشكل قائم ويستفحل من يوم لآخر ولا أحد ينكر الجهود المبذولة من لدن بعض الجامعات، واللجنة الوطنية الأولمبية والوزارة الوصية إضافة إلى المجتمع المدني المتمثل في الجمعية المغربية للتحسيس بمخاطر المنشطات، هذه الجمعية التي وضعت الأصبع على الداء وصرخت عاليا منبهة إلى الخطر الآتي، وظلت صرختها في واد. ولن ننسى ما حدث في شهر مارس سنة 2010 عندما طلع خبر مدون في مجلة مغربية صادرة باللغة الفرنسية، يفيد أن السيدة كارمين أودوس المدربة السابقة للمنتخب الفرنسي لألعاب القوى، والمتورطة في استعمال المنشطات في المجال الرياضي الفرنسي من قبل الشرطة الوطنية. هذه السيدة اعترفت بعلاقتها بمغربي كان يشرف على تأطير عدائين مغاربة، وأوضح المحضر نوع المواد المنشطة، وللأسف لم يتحرك البحث في الموضوع في المغرب. وفي شهر أكتوبر سنة 2010 اعتقلت الشركة في مطار مراكش لمنارة شخصا من جنسية مصرية قادما من اسبانيا ومعه 3000 جرعة من الاسترويدات، وأدين هذا الشخص بالحبس لمدة شهرين نافذا مع غرامة مالية قيمتها 350 ألف درهم للجمارك و 10000 درهم لوزارة الشباب، فلمن كان ينقل هذا الشخص هذه الجرعات ومن هم زبناؤه؟ إن الوضع خطير، والآفة تتطور عالميا ورياضتنا مهددة في مكتسباتها، وفي الماضي والحاضر والمستقبل.