سعيد عويطة: ألعاب القوى المغربية باتت في حاجة إلى تطهير جدري من «الوسخ» الذي لطخ سمعتها سجلت المشاركة المغربية أكبر فضيحة في تاريخ الدورات الأولمبية، خصوصا بعد سقوط أسماء وازنة في ألعاب القوى في محظور المنشطات، هذا في الوقت الذي كانت تعول فيه الرياضة الوطنية على هذه الرياضة لتدوين اسم المغرب في سجل الدول المتوجة باللقب الأولمبي. قبل انطلاق الأولمبياد، كشفت الفحوصات عن المنشطات تورط أكثر من عداء مغربي يتعاطى لمواد محظورة، منهم يحي بنرابح، وعبد الرحيم الكومري، ثم مريم السلسولي العائدة من التوقيف، وأمين لعلو. ولم تتوقف فضائح المشاركة الوطنية عند هذا الحد، فقد تم العثور على مجموعة من الحقن بمقر البعثة المغربية، وبالضبط بالغرف المخصصة لأبطال ألعاب القوى، حيث تم إبلاغ إدارة القرية الأولمبية على الفور، وطلبت الأخيرة استفسارا من مسؤولي الوفد المغربي الذين قرروا فتح تحقيق داخلي في الموضوع. وأمام غياب تفسير واضح من طرف رئيس البعثة المغربية، وجهت اللجنة المنظمة للدورة إنذارا رسميا للمغرب، علما أن المنظفات أبلغن إدارة القرية برفضهن تنظيف مرة أخرى غرف الرياضيين المغاربة، خوفا من الإصابة بتلوث من هذه المواد المحظورة، لعدم معرفتهن بالغرض الذي استعملت من أجله هذه الحقن. وفي هذا الصدد قال نور الدين بن عبد النبي، الكاتب العام للجنة الأولمبية المغربية، إن سقوط عدائين مغاربة في فخ المنشطات، هي مسؤولية تتحملها جامعة ألعاب القوى بشكل خاص، وأنها هي من كانت تتكفل بمتابعة العدائين في كل الجوانب ومنها المتابعة الطبية. وأوضح بن عبد النبي، في حديث لراديو مارس، عن أسفه وإحباطه لما حدث للرياضة المغربية في الدورة الأولمبية، خصوصا أن رياضات صرف عليها الكثير طيلة السنوات الثلاث الماضية لكنها لم تحقق أي شيء. من جهته وصف سعيد عويطة، ألعاب القوى المغربية «بالمتسخة»، وقال خلال تحليله لمنافسات اليوم الأول لألعاب القوى، على قناة الجزيرة الرياضية: «ألعاب القوى المغربية باتت في حاجة إلى تطهير جدري من «الوسخ» الذي لطخ وشوّه سمعتها وأضاف «لا يعقل أن المغرب الذي أنجب أبطالا عالميين رفعوا الراية الوطنية في أكبر المحافل الدولية أن يتحول إلى بؤرة من «الوسخ»، بل إنها خدشت صورة أم الرياضات». وتابع عويطة: «ألعاب القوي المغربية في حاجة للتنظيف من الآلف إلى الياء، خصوصا بعد تفاقم ظاهرة العدائين الذين أثبتت الفحوصات تعاطيهم للمنشطات، إلى جانب تزوير أعمار سن العدائين في مختلف الفئات العمرية». وأكد الأسطورة سعيد عويطة أنه مستعد لرئاسة جامعة ألعاب القوى وإعادتها لسكتها الصحيحة وتنظيفها من جميع الشوائب، وبالتالي عودتها من جديد لرسم التألق الذي بصمت عليه سابقا. أما لحسن كرام، رئيس الجمعية المغربية للتحسيس من مخاطر المنشطات في المجال الرياضي، فقد حمل مسؤولية تفشي ظاهرة المنشطات في مجال ألعاب القوى إلى رئيس الجامعة، مشيرا في بلاغ نشر عبر الموقع الرسمي للجمعية، إلى أن عبد السلام أحيزون ومكتبه الجامعي يتحملان المسؤولية الأدبية والمعنوية فيما تلقته أم الألعاب من ضربة موجعة حول سقوط كل من السلسولي وأمين لعلو بسبب المنشطات. كما حمّل كرام المسؤولية المباشرة في ما وقع من فضائح المنشطات إلى الوزيرين السابقين للشباب والرياضة، وأيضا إلى رئيس لجنة الطب الرياضي ومكافحة المنشطات باللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، وغيرهم من الأسماء الأخرى. على العموم، فإن مسلسل سقوط أبطال ألعاب القوى في فضيحة المنشطات سيستمر إذا لم يتم التعامل مع هذه الظاهرة بنع من الوضوح والحزم، خصوصا أن هناك احتمالا كبيرا على تورط عدائين آخرين مشاركين حاليا في دورة لندن. وإن توقيف كل من السلسولي ولعلو، مجرد الشجرة التي تخفي غابة تعاطي الأبطال المغاربة لمواد محظورة والذين سقطوا تباعا قبل انطلاق منافسات ألعاب القوى بالدورة الأولمبية. وأن الضرورة تفرض تحركا حكوميا لتوقيف هذا النزيف الذي بات ينخر جسد الرياضة المغربية.