يبدو أن مسلسل فضائح الرياضة الوطنية مع المنشطات سيتواصل إلى ما لا نهاية، حيث وصل عدد الرياضيين المغاربة الذين تم توقيفهم ما بين سنوات 2003 و 2012 إلى 70 رياضيا. وتحتل رياضة ألعاب القوى الصدارة من حيث عدد الموقوفين، آخرهم العداء "اللي كنا نتسناو براكتو" في أولمبياد لندن أمين لعلو والذي تم منعه يوم الجمعة المنصرم من دخول التراب البريطاني بسبب مذكرة توقيف من الاتحاد الدولي لألعاب القوى أبلغتها إلى اللجنة الأولمبية الدولية تفيد تورطه في فضيحة تناول منشطات. وعلى غرار زميلته في نفس التخصص 1500 متر ومواطنته مريم العلوي السلسولي التي تم توقيفها يومان قبل انطلاق الأولمبياد تم اكتشاف تناول أمين لعلو مادة "فوروسيميد" المحظورة وذلك خلال ملتقى موناكو لألعاب القوى يوم 20 يوليو الماضي. وكان أمين لعلو من بين المعول عليهم في أولمبياد لندن لإهداء المغرب إحدى الميداليات في سباق 1500 متر لكنه وقع في المحظور ولطخ سمعته وسمعة المغرب "الملطخة أصلا بفضائح المنشطات". وانضاف لعلو لقائمة طويلة من العدائين الموقوفين بسبب المنشطات آخرهم قبل أسابيع من انطلاق الأولمبياد ويتعلق الأمر بكل من إضافة إلى السلسولي حنان أوحدو التي بلغت نهائي سباق 3 آلاف م موانع في بطولة العالم الأخيرة في دايغو عام 2011، وعبد الرحيم الكومري وصيف بطل ماراطون نيويورك عامي 2007 و2008، ويحيى برابح طاحب الرقم القياسي الوطني في الوثب الطويل. وبدأ لعلو مسيرته في سباقات 800 متر وتحول إلى سباقات 1500 متر في 2009 وكان من أبرز آمال المغرب في نيل ميدالية أولمبية في المضمار. وصعد لعلو إلى نهائي سباق 1500 متر في بطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعات التي أقيمت في اسطنبول في مارس لكنه احتل المركز التاسع وخرج من الدور قبل النهائي في بطولة العالم في دايجو العام الماضي. وبلغ لعلو قبل نهائي سباق 800 متر في أولمبياد بكين 2008 وأثينا 2004. من جهتها أعلنت الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى أنها قررت توقيف لعلو مؤقتا. وذكر بلاغ للجامعة أن " التحاليل التي خضع لها أمين لعلو عقب مشاركته في ملتقى هيركوليس (موناكو)٬ المرحلة التاسعة للعصبة الماسية٬ يوم 20 يوليوز الماضي أثبتت تناوله مواد منشطة محظورة رياضيا". وأضاف البلاغ أن الجامعة قررت توقيف لعلو مؤقتا بعد أن تم استدعاؤه ومنعه من المشاركة في سباق 1500م المقرر يوم الجمعة ضمن أولمبياد لندن ٬ إلى حين إتمام الإجراءات الإدارية وعرضه على أنظار اللجنة التأديبية التابعة لها. إلى ذلك حملت الجمعية المغربية للتحسيس من مخاطر المنشطات في المجال الرياضي المسؤولية الأدبية و المعنوية لفضائح المنشطات في ألعاب القوى الوطنية إلى رئيس الجامعة عبد السلام أحيزون ومكتبه الجامعي . وحسب بلاغ للجمعية توصلت "العلم" بنسخة منه فقد راسلت الأخيرة أحيزون خلال شهر ماي 2009 و دقت ناقوس الخطر من خلال دراسة علمية ونبهته لما ينتظر ألعاب القوى المغربية، و أعربت عن استعدادها التام واللامشروط والتطوعي حينها لمواجهة المنشطات داخل ألعاب القوى ولم تطلب إلا فتح باب الجامعة للجمعية. ثم أعقب المراسلة لقاء مع نائب رئيس الجامعة آنذاك عبد النبي سليكان ثم مع كاتبه العام وقتها محمد النوري بشكل شخصي و مباشر، فجددت الجمعية تخوفها وذلك سنة 2009 لما سيلحق ألعاب القوى المغربية فيما هو قادم من الأيام بناء على أرقام و معطيات للجمعية إضافة إلى النداء الذي أطلقته الجمعية لرئيس الجامعة عبد السلام أحيزون عبر العديد من الصحف المغربية سنة 2009 دون أن تتلقى أي رد. وتحمل الجمعية المغربية للتحسيس من مخاطر المنشطات في المجال الرياضي المسؤولية فيما يقع للمغرب بسلاح المنشطات إلى الأطراف الآتية: الوزيران السابقان للشباب و الرياضة نوال المتوكل ومنصف بلخياط ، و محمد الماجدي مدير قسم الطب الرياضي بوزارة الشباب و الرياضة وبعض الموظفين بوزارة الشباب و الرياضة منهم من انتقل بعد التقاعد إلى العمل بمؤسسات رياضية مغربية أخرى، والسيد جواد بلحاج رئيس لجنة الطب الرياضي و مكافحة المنشطات باللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، و إلى بعض الأسماء داخل المشهد الإعلامي الرياضي، وبهذه المناسبة تطلب الجمعية منهم أن يتحلوا بالشجاعة و يقدموا استقالتهم من المشهد الرياضي المغربي في ظل هذه الفضيحة المدوية. وتعتبر الجمعية أن أمين لعلو ومريم العلوي السلسولي وباقي العدائين الذين تم تورطهم في فضائح منشطات هم ضحية فراغ مؤسساتي و قانوني. وعن حالة أمين لعلو قال وزير الشباب والرياضة محمد اوزين : "إذا ثبت تورط لعلو في تناول المنشطات، فإن ذلك سيكون كارثة بالنسبة إلى المغرب"، مضيفا: انه خبر سئ للغاية ويأتي في وقت نقوم فيه بحملة من أجل رياضة نظيفة" واعداً بأنه "سيكون هناك رد فعل قوي تجاه تعاطي المنشطات" . ويبدو أن الأمر لن يقتصر على أمين لعلو في الأولمبياد، إذ أن الشكوك تحوم حول عدائين آخرين، أبرزهم العداء عزيز أوهادي الذي تفيد الأخبار الواردة من لندن أنه مُنع من خوض تصفيات مسابقة المائة متر، التي جرت يوم السبت، لرفضه الخضوع لاختبار الكشف عن المنشطات مرتين، في حين أن قانون الاتحاد الدولي لألعاب القوى ينص على أن رفض الخضوع لاختبار المنشطات يعتبر بمثابة إقرار بتناول مواد منشطة، وبالتالي يتم الإبعاد عن كل مسابقة تجرى تحت إشراف الاتحاد الدولي لألعاب القوى. وتتجه الأنظار أيضا إلى باقي العدائين المغاربة المشاركين في الأولمبياد من بينهم عبد الرحيم بورمضان المتخصص في سباق الماراطون وابتسام لخواض (1500 متر) وحليمة حشلاف (800 متر).