عانينا بدنيا والسبب غياب التهييء وقلة المباريات الإعدادية كرة القدم المغربية ربحت لاعبين واعدين لا ينتظرون إلا منحهم الثقة... لم يرافق تأهل المنتخب الأولمبي لكرة القدم الكثير من التفاؤل بإمكانية الظهور بالمظهر الجيد، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، أولها قوة مجموعته، ثانيا الارتباك الذي أظهره المدرب الهولندي بيم فيربيك فيما يخص إعداد التشكيلة الرسمية، ثالثا الطريقة الصعبة التي تأهل بها للدورة الأولمبية، بالرغم إجراء بطولة إفريقيا بالمغرب، رابعا غياب المباريات الإعدادية، خامسا إقصاء لاعبين رسميين ساهموا بقوة في تحقيق التأهيل للحدث الأولمبي. كل هذه العوامل رافقت مشاركة المنتخب الأولمبي، وظهر التأثير واضحا خلال المباريات الثلاث التي خاضها، حيث عانى من نزول المستوى خلال النصف ساعة الأخيرة، سواء ضد الهندوراس أو أمام اليابان، وكذلك خلال المباراة الأخيرة حيث واجه المنتخب الاسباني، أضف إلى ذلك سوء توظيف بعض اللاعبين، وأكبر دليل على ذلك نور الدين لمرابط الذي زج به المدرب كقلب هجوم، وهو الذي تعود على اللعب بالأجنحة، ولاحظ الجميع التغيير الايجابي الذي طرأ على أدائه خلال الجولة الثانية ضد اسبانيا، بعد تحويله للجهة اليمنى. بعد المباراة الثالثة والأخيرة، كان لنا لقاء مع العميد إدريس فتوحي، قصد تقييم أداء المنتخب الأولمبي المغربي خلال دورة لندن، وجاء تقييمه موضوعيا حيث اعترف بوجود سلبيات أثرت على الأداء الجماعي، مع تسجيل الايجابيات التي ميزت العروض التي قدمتها العناصر الوطنية خلال المباريات الثلاث عن المجموعة الرابعة. * شارك المنتخب المغربي الأولمبي سبعة مرات بالدورات الأولمبية، تأهل مرة واحدة للدور الثاني، هل تعتقد أنكم كنتم قريبين من تحقيق نفس انجاز منتخب دورة ميونيخ سنة 1972؟ - بالفعل كنا قريبين من تحقيق التأهيل للدور الثاني، نتوفر على عناصر موهوبة كونت تشكيلة ممتازة، لكن شعرنا خلال المباراة الأولى أمام لهندوراس، أننا ضيعنا فوزا كان في المتناول، كما أنه خلال مباراتي اليابانواسبانيا كان بإمكاننا تحقيق التعادل في المباراة الأخيرة، وتفادي الهزيمة ضد التي حصدناها أمام اليابانيين. خلقنا العديد من الفرص في المباريات الثلاث، لكنها ضاعت بطريقة تكاد لا تصدق، لنخرج في الأخير من هذه المشاركة بقناعة واحدة.. ففي المستوى العالي، إذا لم تسجل يسجل عليك، وهذا ما حدث لنا بالضبط، ففي حالة ارتكاب نصف خطأ يترجم كهدف في مرماك، شخصيا شعرت بأننا كنا الأقرب إلى التأهيل، كما أن الحظ لم يكن بجانبنا، وهذه هي أحكام لعبة كرة القدم. * في المباريات الثلاث، لاحظنا دائما نزول مستوى العناصر الوطنية في النصف ساعة الأخيرة، هل الأمر مرتبط بضعف الإعداد البدني؟ - تزامن موعد الألعاب مع شهر رمضان، عامل اثر كثيرا على الاستعداد البدني للاعبين، كما أن الفترة هي فترة تهيئ الأندية، وأغلب العناصر لم تتمكن من المشاركة مع أنديتها، لم نجتمع فيما بيننا إلا مرة واحدة قبل المجيء إلى لندن، كما لم نجرى مباريات إعدادية، وأغلب المنتخبات خاضت مجموعة من المباريات الإعدادية، مما ساعدها على الظهور بمستوى لافت. بالفعل لم نكن على ما يرام بدنيا، في المباراة الثانية وجدنا صعوبة في مجاراة المنتخب الياباني، خصوصا في الشوط الثاني، وهذه مسألة طبيعية لكون الدوري الياباني انطلق مؤخرا، مما ساعد لاعبيه على خوض كل المباريات بنفس الإيقاع. خروجنا من الدور الأول بالدورة الأولمبية ليس نهاية العالم، المهم أن كرة القدم المغربية ربحت لاعبين جاهزين للانتقال للمنتخب الأول، والمطلوب الآن هو مساعدة هؤلاء على الاندماج بسهولة داخل تشكيلة أسود الأطلس، فهم جاهزون للدفاع عن القميص الوطني، وهذا شيء جد مهم وايجابي. * لديك شعور مزدوج، أولا الحسرة على الخروج من الدور الأول، ثم ارتياح لبروز لاعبين في المستوى؟ - بالفعل هناك حسرة، لأن كل لاعب يدخل الملعب يسعى لتحقيق الفوز وهذه مسألة طبيعية وعادية، فليس هناك من يريد حصد الهزيمة، لكن بالمقابل علينا تسجيل النقط الايجابية، فقد حققنا مسارا متميزا خلال سنتين، وإصلاح النقط السلبية التي ظهرت على أدائنا، والربح الكبير للكرة المغربية يتجلى في وجود لاعبين ممتازين قادرين على البروز والتألق مستقبلا، كعبد العزيز برداة، زكريا لبيض، محمد ابرهون، وغيرهم من اللاعبين الواعدين، وما علينا إلا نمنحهم الثقة فهم أهل لها...