مليكة.أ من مواليد 09/11/1989، دفعتها ظروف الحياة الصعبة إلى الاشتغال بأحد البيوت، حيث انتقلت بتاريخ غشت 2009، من مسقط رأسها الذي تتواجد به عائلتها الفقيرة بمدينة تارودانت إلى مدينة ابن سليمان، لتشتغل كخادمة عند إحدى الأسر، مقابل أجرة شهرية قدرها 500 درهم، من طرب رب هذه الأسرة الذي هو بالمناسبة متقاعد بالديار البلجيكية حسب إفادة هذه الفتاة وله بعض الممتلكات هناك. في بداية اشتغالها، كانت الأمور تسير بشكل عادي، حيث أن الوسيطة التي جلبتها لهده العائلة، أكدت على أن عملها يقتصر فقط على مساعدة سيدة البيت على تربية أطفالها الخمسة، فإدا بها بعد مرور بعض الوقت، تجد نفسها تقوم بكل أعمال البيت، من تصبين وطبخ وغسل للأواني وتربية الأطفال 24 ساعة على 24 ساعة، حاولت في البداية التأقلم مع هذا الوضع، بحكم ظروف أسرتها المادية الصعبة، وبحكم أنها لا تجد بديلا لذلك، وتستطرد مليكة، في حديثها لبيان اليوم، والألم يعتصر قلبها الذي ذاق مرارة العيش تحت سلطة إنسان غالبا ما يتجرد من آدميته، أن هذا الشخص حول حياتها إلى جحيم، قبل أن تكشف عن يديها، وآثار الحريق بادية عليها... وبلغة أمازيغية ممزوجة بكلمات عربية، قالت مليكة، «رمى علي مشغلي آنية للطبخ، ولو لم أتصدى لها، لاحترقت أجزاء من جسمي، خصوصا وأن هذه الآنية كانت تحوي مرقا ساخنا مما عرضني لحروق على مستوى اليدين، نقلت على إثرها على المستشفى حيث تم تنظيف الجلد المصاب ووضع مرهم خاص لهده الحالات». وتضيف المشتكية، أنه خوفا من أن ينكشف أمره لدى الطبيب المعالج، احتجزها داخل البيت وحرمها من كل الوسائل التي تمكنها من الاتصال بعائلتها، وبقيت تعالج من طرف شقيقته بمواد لا علاقة لها بالأدوية حيث كان يتم دهن مكان الحروق بمادة الشحوم التي تستعمل للآلات الميكانيكية «لاكريس» ومسحوق الشاي الأخضر. أكثر من ذلك، تحرش بها مشغلها عدة مرات، خصوصا عندما تتغيب زوجته، لكن كانت دائما تتصدى له، وهناك تفاصيل أخرى، لم تتمكن الضحية من البوح بها، مما يبين حجم الأضرار النفسية التي لحقتها من طرف هذا المشغل. وقد وضعت الضحية شكاية لدى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بابن اسليمان، بعد أن غادرت بيت المشغل واتصلت بشقيقها الذي ساعدها على اتخاذ الإجراءات القانونية في حق مشغلها.