تقرير أمريكي يشيد بجهود المغرب في محاربة الإرهاب والتطرف ويصف التحقيق في تفجير مراكش ب «الحرفي والشفاف» أكد التقرير السنوي للخارجية الأمريكية حول الإرهاب لسنة 2011، أن التحقيقات التي قام بها المغرب حول الاعتداء الإرهابي بمراكش كانت «شفافة»، وتدل على التزام المغرب بالتعاون مع شركائه الإقليميين والدوليين في هذا المجال، وعبر التقرير على أن النزاع في الصحراء يواصل عرقلة جهود محاربة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، في الوقت الذي تنبأ فيه بزوال تنظيم القاعدة في المستقبل القريب، بعد موت زعيمه أسامة بن لادن. وتنبأ التقرير السنوي للخارجية الأمريكية حول مكافحة الإرهاب في العالم لسنة 2011، الذي نشر أول أمس الثلاثاء بواشنطن، أن تنظيم القاعدة في طريقه إلى الزوال بعد مقتل العديد من قادته، خصوصا زعيم التنظيم أسامة بن لادن. واتهم التقرير في نفس السياق إيران بدعم ورعاية الإرهاب العالمي. ووصف التقرير المعنون «الدول والإرهاب سنة 2011»، والذي رفعته وزارة الخارجية الأمريكية إلى الكونغرس، وصف إيران بأنها «الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم، حيث تقوم بتمويل ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة في أرجاء من الشرق الأوسط. ووصف التقرير الأمريكي الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقهى «أركانة» بمدينة مراكش في 28 أبريل من السنة الماضية، بأنه «الأعنف من نوعه» الذي يستهدف المملكة المغربية بعد التفجيرات الإرهابية بمدينة الدارالبيضاء في ماي 2003. وأكد التقرير ارتياح الخارجية الأمريكية من مسار التحقيق الذي قامت به السلطات المغربية حول هذا الاعتداء الإرهابي والذي كان «احترافيا وشفافا، بحسبها». وعلى الرغم من فداحة التفجير، حسب التقرير، فإن السلطات الأمنية المغربية لم تقم باعتقالات على نطاق واسع، علاوة على أن وزارة الداخلية المغربية سمحت لوسائل الإعلام من الولوج لتغطية هذا الحادث والتحقيق حوله. ونوه التقرير بما أسماه «نجاعة القوانين المغربية في مكافحة الإرهاب وإدانة العديد من المشتبه في ارتباطهم بالإرهاب خلال السنة الماضية»، وسجل التقرير أن الحكومة المغربية سهرت على تأمين الشفافية في تنفيذ المسطرة القضائية في إطار القضايا المرتبطة بالإرهاب، ومكنت محاميي دفاع المتابعين من ولوج أكبر خلال فترة التحقيقات. وأبرز التقرير الأمريكي أن استراتيجية الحكومة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب مكنت من «الحد بشكل فعلي» من التهديد الإرهابي، وأشار إلى أن المغرب نجح سنة 2011 في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية بفضل استراتيجيته في مجال جمع المعلومات ودعم عمل الأمن، فضلا عن تعزيز تعاونه مع شركائه الإقليميين والدوليين. ونوه تقرير الخارجية الأمريكية، في سياق متصل، بالجهود التي يبذلها المغرب من أجل مكافحة «التطرف الديني»، وخصوصا في صفوف الشباب. وبنفس الدرجة نوه التقرير بمستوى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بين المغرب وباقي شركائه الإقليميين والدوليين. وأعربت الخارجية الأمريكية عن أسفها لعد إحراز أي تقدم على مستوى التعاون الثنائي بين المغرب والجزائر، نتيجة استمرار النزاع السياسي بين البلدين حول ملف الصحراء، معتبرة أن هذا النزاع يواصل عرقلة جهود أي تعاون معمق في مكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي. هذه الوضعية، يورد التقرير، بالإضافة إلى ما وصفه التقرير ب «الوضع المتوتر» في منطقة الساحل والصحراء، تزيد من قوة تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في المنطقة، ويستفيد منه التنظيم المتطرف في توسيع حلفائه وتعزيز موارده وتقوية نشاطه وعملياته. وأشارت الخارجية الأمريكية أن الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء جعلت تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، والجماعات المتطرفة المرتبطة به، تنجح في تعزيز مواردها المالية بفضل عمليات الاحتجاز واختطاف الرهائن، خصوصا الأجانب منهم والأوربيين على وجه التحديد، والمطالبة بفديات من بلدانهم لإطلاق سراحهم.