الحكومة مطالبة بتوضيح موقفها وسياستها في مجال محاربة الرشوة استغربت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، ترانسبرانسي المغرب، تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بخصوص محاربة الفساد والرشوة خلال استضافته في برنامج «بلاحدود» الذي بثته قناة الجزيرة الأسبوع الماضي، والتي كان قد قال فيها إن فلسفته في محاربة الفساد تقوم على منطق «عفا الله عما سلف ومن عاد فلينتقم الله منه». وقالت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة في بيان لها توصلت الجريدة بنسخة منه، «إن تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران تنطوي على غموض في تحليل هذه الآفة وما تسمح به من تبريرات لتطبيع التعامل معها وما يؤشر به من تعامل حكومي لين مع المتعاطين لجرائمها». واعتبرت الجمعية أن مثل هذه التصريحات تسير في اتجاه تزكية سياسة الإفلات من العقاب، في إشارة إلى الجرائم المالية المتصلة بنهب واختلاس المال العام وهي الجرائم التي لا يتعين أن تسقط بالتقادم، وقالت الجمعية إن سياسة الإفلات من العقاب تعتبر من الأسباب الرئيسية لتفشي ظاهرة الرشوة والفساد في المغرب، مع التأكيد على أن مسألة العفو من عدمه ليس من اختصاص رئيس الحكومة بل هو بل من اختصاص القضاء والقانون كما أن الدستور الجديد أكد على ربط المسؤولية بالمحاسبة. وطالبت ترانسبرانسي المغرب الحكومة بتوضيح موقفها وسياستها في مجال محاربة الرشوة، والتعجيل بوضع استراتيجية واضحة ومتفق عليها لمحاربة هذه الآفة تشمل الردع القضائي بدون انتقاء، مشددة على ضرورة تنفيذ إصلاح تشريعي وتمتيع هيئات المراقبة والتفتيش بالصلاحيات اللازمة ووسائل العمل الضرورية وتنفيذ جميع الالتزامات الدولية والدستورية في هذا المجال. وتأسفت الجمعية في بيانها لما وصفته ب «الخلط» الذي جاء في تصريحات رئيس الحكومة عندما ربط، في ذات البرنامج، بين نظام الأجور بالوظيفة العمومية وتفشي الرشوة في الإدارات العمومية وكذا نهب المال العام واقتصاد الريع، وشددت الجمعية على أن الرشوة والفساد يؤثران بشكل سلبي على الاقتصاد الوطني ويهددان السلم الاجتماعي والبناء الديمقراطي. وأكدت على أن الحركة الاجتماعية بالمغرب وضعت على رأس مطالبها بخصوص محاربة الرشوة، ضرورة العمل على تفكيك منظومة الفساد القائمة ووضع حد للإفلات من العقاب. وكان عبد الإله بنكيران خلال استضافته في برنامج بلا حدود قد قال «إن الزج بالمفسدين في السجون أمر غير ممكن٬ ويخلق الرعب في المجتمع»، مضيفا بأنه لا جدوى من ملاحقة المفسدين ما دام ما أخذوه قد «راح»، وأنه لن يقوم بالبحث عن أشياء لم تعد موجودة.