مسرحية «شبه عائلة» شبه جاهزة للعرض وابن رشد في الطريق للموسم القادم بعد تقديم العديد من الأعمال المسرحية الناجحة على المستوى الوطني، آخرها مسرحية «الهواوي قايد النسا» لأحمد الطيب العلج، يواصل المخرج المسرحي المغربي مسعود بوحسين تألقه على العديد من خشبات المسارح الأوروبية كمخرج وكمُكوّن.. فبعد مشاركته في تأطير ورشة دولية لتكوين الممثل بمسرح «البيكولو» الشهير بيملانو، وإخراجه لمسرحية «سميرة» وهي عمل مشترك بين المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط والمدرسة الملكية للدراما بمدريد ومسرح البيكولو بميلانو، وهي المسرحية التي لاقت استحسان وإعجاب الجمهور والنقاد بعد عرضها بكل من إسبانيا وإيطاليا والمغرب، يواصل المخرج المغربي مسعود بوحسين الاشتغال على نفس الإيقاع الدولي بعد أن وقع عليه الاختيار ليشرف على إخراج عمل مسرحي من إنتاج مشترك بين فرنسا والمغرب «ما يشبه العائلة» لإنجيس جاوي وجون بيير بكري مع الفرقة الفرنسية Pompes et macadamفي إطار إقامة فنية احتضنتها جامعة أفينيون. وتعد هذه الإقامة هي الثانية بعد إقامة سابقة بمدينة طنجة من أجل بداية الاشتغال على هذا العمل نفسه الذي سيكون جاهزا للعرض مع مطلع سنة 2013 حيث سيقدم بالمغرب وفرنسا والعديد من المهرجانات المسرحية الدولية. وتعتبر مسرحية «شبه عائلة» de famille Un air من المسرحيات الفرنسية المعاصرة التي حققت نجاحا كبيرا على خشبات العديد من المسارح الفرنسية، وتحولت إلى فيلم من إخراج سيديريك كالبش وحاز على جوائز عدة. وتحكي المسرحية عن عائلة «مينار» التي تعودت أن تجتمع مرة كل أسبوع في المقهى الذي يديره الابن البكر هنري. غير أنها هذه المرة سوف تجتمع للاحتفال، في أحد المطاعم، بعيد ميلاد «يولاند»، زوجة فيليب، أصغر الأبناء سنا. غير أن هذه المناسبة لن تمر بشكل عاد، إذ سرعان ما تكتشف العائلة أن زوجة هنري قد غادرت المنزل ليتحول اللقاء من لقاء عائلي حميمي إلى فرصة لتصفية حسابات بين أفراد العائلة في أسلوب كوميدي لا يخلو من قسوة. النسخة التي يشتغل عليها المخرج مسعود بوحسين، وهي من إعداد جميلية يستي وهنري كيرمو، تقع أحداثها في مدينة طنجة وتتضمن شخصيتين مغربيتين وهما «مهدي» نادل المقهى الذي يؤدي دوره الفنان أنس العاقل، و»سمية» زوجة فيلب التي تلعب دورها الفنانة بشرى اجورك. وفي اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم بعد عودته من الإقامة الفنية بأفينيون، اعتبر المخرج مسعود بوحسين بأن العمل المسرحي «شبه عائلة» يشكل أحد النصوص المسرحية الفرنسية المعاصرة الجيدة وهي مكتوبة بأسلوب متين يجمع بين كوميديا المواقف والعمق النفسي لشخصيات المسرحية المبنية على مناخات نفسية أكثر من اعتمادها على متن حكائي تقليدي، ولذلك فهي، يضيف بوحسين، تتطلب مجهودا كبيرا في عمل الممثلين، وواقعية كبيرة في الأداء، وهو الشيء الذي استطعنا الوصول إليه من خلال العمل المضني على مستوى إدارة الممثلين من خلال عمل «تشريحي» لشخصيات المسرحية . وبخوص العمل الدراماتورجي الذي تم الاشتغال وفقه، وكذا ملامح الفرق بين النص المعد والنص الأصلي، أشار مسعود بوحسين إلى أن النص سيبقى في غالبيته باللغة الفرنسية مع تحويل مكان الأحداث إلى فضاء مدينة طنجة وتحويل شخصيتين من المسرحية الأصلية إلى شخصيتين مغربيتين... وهو خيار فني منح النص سمة أخرى مرتبطة بفرق في وجهات نظر الشخصيات المتصارعة... وبخصوص اشتغاله على النص، أكد المخرج بوحسين أن العمل على هذه المسرحية استغرق مدة كبيرة بين المغرب وفرنسا ويخضع لعملية إعداد متأنية حتى يحظى بالمواصفات الفنية الاحترافية المطلوبة... وقد تمكنا خلال الإقامة الفنية الأخيرة في أفنيون، يضيف بوحسين، من تقديم عرض أولي أو ما قبل الأول لمسرحية «شبه عائلة» أمام الجمهور، ولقي استحسانا كبيرا، وخلال مطلع السنة المقبلة سيكون جاهزا للعرض بعد إدخال العديد من التعديلات عليه. يشار أن هذه الإقامة الفنية تمت في إطار برنامج جامعة أفنيون بمناسبة مهرجان المدينة السنوي الشهير، وفي نطاق مشروع إنشاء كرسي للمسرح العربي داخل الجامعة. ويشارك في هذه المسرحية التي يقودها المخرج المغربي مسعود بوحسين ممثلون من فرنسا والمغرب، وهم: جويل ريشتا، بشرى إجورك، إمنويل برنديل، أنس العاقل، الكسي لوجي، هيرفي كيمو، وصممت السينوغرافيا والملابس الفنانة المغربية بدر السعود الحساني. وبخصوص مشاريعه المستقبلية قال المخرج مسعود بوحسين لبيان اليوم إنه تلقى دعوة من مسرح théâtre du kronope من أفنيون من أجل إخراج عمل مسرحي عن الفيلسوف العربي ابن رشد للموسم المسرحي المقبل.