الدول العربية والإسلامية ترفض التبرع لصالح القدس وتنفق ملايين الدولارات لشراء أندية رياضية عبر عبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لبيت مال القدس، عن أسفه لانحصار الدعم ومحدودية المساندة المنتظرة من الدول العربية والإسلامية والتي لم تلتزم بالقرارات التي قطعتها على نفسها. وقال المدغري في ندوة صحفية عقدها يوم الجمعة الماضي بالرباط لإعطاء انطلاقة حملة التبرعات الخاصة برمضان «إن الدول العربية والإسلامية ترفض التبرع لصالح القدس الشريف لكنها تشتري الأندية الرياضية وغيرها من الأمور التي تنفق فيها الملايين من الدولارات» مشيرا إلى أن عدم قدرة هذه الدول على خرق الهدنة مع إسرائيل لا يعفيها من الدعم المادي للقدس لدعم بقاء المقدسيين عبر تمويل برامج إنمائية، في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية التي تجاوزت الحدود. وفي ذات السياق، أكد المدير العام لبيت مال القدس، أنه لم يعد مقبولا أن تكون الدول العربية والإسلامية المصدرة للبترول عاجزة عن منح جزء قليل من مالها لدعم المقدسيين الذين يعانون الأمرين، وطالب المدغري هذه الدول بدعم القدس عن طريق الوكالة، موجها دعوة خاصة لجميع الغيورين على القضية الفلسطينية، بضرورة الانخراط في دعم القدس والمقدسيين. وأفاد المدغري أن المغرب يعد البلد الوحيد الداعم لبيت مال القدس عبر مجموعة من البرامج الواقعية، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات التي خصصتها وكالة بيت مال القدس الشريف سنة 2011 لتمويل ودعم مشاريع تنموية حيوية بمدينة القدس بلغت 5.6 ملايين دولار أمريكي موزعة على قطاعات التعليم والصحة والعقار والبرامج الاجتماعية والرياضة والثقافة. وأوضح العلوي المدغري أن وكالة بيت مال القدس الشريف نجحت في العمل الميداني الذي تقوم به داخل القدس رغم النقص الحاصل في التمويل٬ موضحا أن حصيلة التبرعات برسم سنة 2011 شهدت تراجعا ملحوظا مقارنة مع سنة 2010 إذ أنها لم تتجاوز مليون و900 ألف دولار موزعة على تبرعات الدول (161 ألف دولار) وتبرعات المؤسسات (مليون و126 ألف دولار) وتبرعات الأفراد (621 ألف دولار). وبالنظر إلى التجربة الميدانية التي راكمتها الوكالة، أكد المدغري أنه أصبح بإمكانها تنفيذ مشروعات أكبر حجما وأكثر أهمية إذا توافرت لها الإمكانيات المادية، مشيرا إلى أن حاجيات ساكنة القدس الشريف هي كثيرة وساق أمثلة على ذلك، كالحاجة إلى بناء ما بين 15 و20 ألف وحدة سكنية في المدينة القديمة٬ و20 حضانة للأطفال موزعة على مناطق القدس٬ وترميم 3000 مبنى تتوزع بين بنايات أثرية ومساجد وكنائس وصيانة المقابر الإسلامية ومرافق اجتماعية واقتصادية. وفي السياق ذاته شدد عبد الكبير العلوي المدغري على أن الوكالة تمكنت خلال السنوات الأخيرة من الرفع من وتيرة عملها لمواجهة هذا الواقع الصعب رغم الإمكانيات المالية المحدودة والصعوبات المرتبطة بالاحتلال٬ حيث نجحت في بناء 4 مدارس جديدة٬ وترميم 10 أخرى في إطار برنامج المدارس الجميلة٬ وتجهيز عدد من الأقسام الحيوية في المستشفيات الرئيسية وإحداث تخصصات طبية متطورة٬ بالإضافة إلى تقديم منح دراسية لفائدة 120 طالبا مقدسيا يتابعون دراستهم في جامعات القدس وخارجها٬ وتنظيم مخيمات صيفية سنوية لفائدة أطفال القدس. وأضاف المدير العام للوكالة أن هذه الأخيرة بلورت أيضا اهتماما خاصا بمشاريع المساعدة الاجتماعية ومنها برنامج كفالة اليتيم المقدسي الذي يستفيد منه 500 يتيم ويتيمة٬ كما دعمت 15 جمعية نسائية تشتغل في مجالات تمكين المرأة وتشجيع المشاريع المدرة للدخل٬ بالإضافة إلى رعاية 23 جمعية شبابية٬ وتأهيل مراكز وملاعب وأندية رياضية وتجهيزها بالمعدات اللازمة٬ مشيرا إلى أن حجم استثمارات الوكالة برسم العام الماضي بلغ 5،5 ملايين دولار أمريكي موزعة على قطاعات التعليم والإسكان والشؤون الاجتماعية. إلى ذلك، كشف تقرير لوكالة بيت مال القدس، أن الأوضاع بهذه المدينة المقدسة لم تعد تحتمل، وأن على الدول العربية والإسلامية التدخل الفوري من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ضرب الحصار على المقدسيين، وخنق تجارتهم واختلاق المشاكل لإضعاف النسيج الاقتصادي، حيث شجعت شبكة الأسواق «رامي ليفي» المتخصصة في تسويق المواد التموينية والاستهلاكية لاجتياح الأسواق المقدسية، وإغراقها بالمنتجات التي تقل أسعارها بما نسبته 20 إلى 30 % عن أسعار المواد المعروضة في المحلات التجارية العربية، لضرب قدرتها التنافسية. وبحسب التقرير ذاته فإن نسبة عدم الالتحاق بالمدارس عرفت تراجعا كبيرا بأكثر من 6%، من الإجمالي الكلي لطلاب المدارس في القدس، كما أن 90% من الأطفال ما بين 3 و5 سنوات لا يلجون رياض أطفال، كما أن 10% من المقدسيين من دون مؤهل دراسي.