دعا مهرجان فاس للثقافة الأمازيغية إلى تسريع عملية إدماج اللغة الأمازيغية في مجتمع المعرفة من خلال توحيد وضبط معايير هذه اللغة وتوفير الوسائل الضرورية لتحقيق هذا الهدف . وأكد البيان الختامي للمهرجان الذي حضر دورته الثامنة (13 إلى 15 يوليوز) العديد من الخبراء والمفكرين والمهتمين بقضايا اللغة والثقافة الأمازيغيتين على ضرورة أجرأة التدابير التي يتضمنها الدستور الجديد للمملكة بخصوص ترسيم اللغة الأمازيغية وذلك من خلال تنزيل القوانين التنظيمية المتعلقة بهذا الترسيم في مجالات التعليم والإعلام وغيرها. كما دعا المشاركون في المهرجان الذي نظم تحت شعار «اللغات الأم والشتات» إلى اعتماد مقاربة إصلاحية متقدمة للمنظومة التعليمية وذلك من أجل ضمان مكانة ملائمة ومتميزة للغات الأم وجعلها تنفتح على العصرنة والتكنولوجيات الجديدة. كما طالبوا بالنهوض بتعليم اللغة والثقافة الأمازيغيتين خاصة لفائدة أطفال الجالية المغاربية بالخارج والعمل على تمكين هذه الشريحة من الكتب المدرسية والوسائل البيداغوجية التي تساعدهم على تعلم هذه اللغة. وعلى صعيد آخر٬ أكد المشاركون في المهرجان على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل نشر الثقافة الأمازيغية بالبلدان التي تحتضن أفراد الجالية المغاربية مشيرين إلى أهمية تشجيع ودعم الإنتاج والإبداع في اللغة والثقافة الأمازيغيتين. وشارك في أشغال هذا المهرجان الذي نظم بمبادرة مشتركة بين مؤسسة «روح فاس» وجمعية فاس سايس وبتعاون مع مركز جنوب شمال العديد من الباحثين والمتخصصين من الولاياتالمتحدةالأمريكية والجزائر وألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا إضافة إلى المغرب. وتضمن برنامج هذا المهرجان الذي نظم في إطار شقين فني وأكاديمي إقامة العديد من الحفلات الموسيقية أحياها فنانون من المغرب والخارج مثل مجموعة «أبارنيس» الجزائرية والفنان حمد الله رويشة والفنانة زينة الداودية ومجموعة «سرسال» الإسبانية ومجموعة «كيتونيا» الإيطالية وغيرها. كما نظمت في إطار هذا الحدث الثقافي والفني ندوات فكرية بحثت قضايا من قبيل «دور الهوية في التحولات الاجتماعية والتنمية البشرية» و«الأبعاد الحضارية لاندماج اللغة والثقافة الأمازيغية» و«الثقافة الشفوية واللغة الأم والهجرة» فضلا عن تنظيم ورشات حول الكتابة وقراءات شعرية ومعارض للكتاب والأعمال الفنية والصناعة التقليدية.