كائنات بحرية خطيرة تدفع بالمصطافين إلى إنهاء عطلهم على الرمال الذهبية يبدو الشارع الشمالي هذه الأيام منشغلا بموضوع الرخويات، أو بتعبير أدق قناديل البحر هذه الكائنات البحرية التي أصبحت تشكل مصدر إزعاج لمن يعشقون الاصطياف والاستجمام على شواطئ مارتيل، والمضيق، والفنيدق، والتي أرغمت العديد من المصطافين على التخلي عن فكرة الاستمرار في قضاء عطلة شاطئية، ومغادرة البحر قبل حلول شهر رمضان الكريم، خوفا من هذه الكائنات التي تدخل ضمن خانة الاسفنجيات، والتي يشكل الماء ما يقارب نسبة 95 في المائة من وزنها الصافي، وما تتسبب به من حروق وتقرحات جلدية خطيرة تهدد السلامة الصحية لكل من لامسته. كما أنه وحسب قول العديد من العارفين بخبايا البحر فهاته الرخويات عادة ما تمر خلال فصل الربيع في اتجاه موطنها، وهو الفصل الذي نادرا ما يعرف بداية إقبال المصطافين على البحر من أجل السباحة، مما يجعل أمر ظهورها في الوقت الراهن غريبا بعض الشيء. ويعتبر قنديل البحر من أسرة اللواسع، التي هي عبارة عن مجموعات بحرية لها شكل واحد، تعرف تناسقا إشعاعيا بأجزاء جسمها المشعة من القطب المركزي، تناسق يسمح لقنديل البحر بأن يستجيب للغذاء، وأن يرصد الأخطار المحدقة به، وبدلا من المخ فإن قنديل البحر الحقيقي يمتلك جهازا عصبيا أساسيا أو شبكة أعصاب تتكون من أجهزة استقبال قادرة على استكشاف الضوء والرائحة والاستجابات الملائمة والمثيرة الأخرى. كما أن هناك أنواعا عديدة من قناديل البحر تختلف عن بعضها البعض من حيث الحجم، والشكل، واللون، وتتراوح أحجام هذا الكائن ما بين سنتيمتر و عشرة سنتيمترات. و يعود خروج هذه الرخويات إلى القرب من الشط حسب المختصين بالأساس إلى البحث عن العوالق البحرية التي تشكل غذاءها المفضل، وإلى انقراض العديد من المخلوقات التي تتغذى على هاته الرخويات، مثل السلاحف و بعض الأسماك الصغيرة. وأضاف أحد دكاترة المجال أن تدهور البيئة البحرية بالساحل الشمالي راجع للتلوث، وكذا التغيرات المناخية و هما عاملان أساسيان في بروز هاته الكائنات. ويوصي الأطباء بالقيام بإسعافات أولية بمجر التعرض للسعات هذه القناديل، على اعتبار أنها ضرورية لتقليل عدد الخلايا اللاسعة النافثة للسم داخل الجلد، وفي تقليل الآثار الضارة لتلك السموم، بحيث يؤكدون على ضرورة قيام المصاب بإزالة اللواسع التي تلتصق بالجلد بعناية، وذلك عن طريق استخدام الرمال أو قطعة قماش أو فوطة أو الطحالب أو أي مواد متاحة أخرى، تجنبا لاستمرار نفت السموم إذا ما ضلت هذه اللواسع على الجلد، كما تجدر الإشارة إلى أن المصاب عند اللسع يكون في حاجة لنقع الجزء المصاب بماء البحر وليس بالماء العذب الذي يحفز انطلاق الخيوط اللاسعة، كما لا ينبغي استعمال أدوات حادة في محاولة إزالة أجزاء القناديل الملتصقة بالجسم، وعدم لفها بالفوطة أو دعكها بالرمال، لأن كل هذا يؤدي إلى انطلاق ما لم ينطلق من الخلايا اللاسعة، فيزداد التأثير اللاسع. ومن جهته أكد مهتم بالشأن البيئي بمدينة المضيق أنه على السلطات العمومية و المنتخبة إيجاد حلول وبدائل فورية للمواطنين الراغبين في الاستمتاع بجمالية البحر و فصل الصيف، عبر أعمال وقائية كما سبق وفعلت إسبانيا في مواجهتها لنفس الظاهرة، بعد أن منع انتشار قناديل البحر المصطافين من السباحة قبالة ساحل كوستا ديل سول بجنوب إسبانيا، والذي به بعض من أكثر المنتجعات السياحية شهرة في البلاد، حيث ذكرت صحيفة «كوستا دل سول» أن بعض الشواطئ تم إغلاقها بسبب هذه الرخويات، ليتم بعدها تشكيل مناطق و محميات خاصة بالاستجمام، عبر مد شباك عازلة تمنع تسرب هاته الرخويات إلى الأماكن الخاصة بالسباحة، أمر يتطلب مساهمة كل ذي صلة ممن يهمهم أمر الشواطئ من المشتغلين بالمجال سواء من قريب أو بعيد للحد من استفحال هذه الظاهرة، لكونها مصدر خطر على المواطنين والثروة السمكية بالمغرب على حد سواء. وللإشارة فإن هذه الرخويات قد تحدث صدمات قلبية لمن يتعرض للسعاتها، مما يتطلب تحريك الأرجل باستمرار والمحافظة على درجة سخونة الجسم بتحريكه بشكل مستمر، زيادة على استعمال بعض طرق التنفس الاصطناعي لمد الجسم بالأكسجين، في حالة حدوث أزمات تنفسية أو الحقن بالأدرينالين، بسبب اللسعات شديدة الإيلام، وبمجرد هدوء الشخص المصاب، يجب الإسراع بمعالجة إصابته بالدهن بكريمات موضعية تحتوي على الكورتيزون أو الهيدروكورتيزون، كما أنه وفي حالة إصابة العيون، فلابد من معالجتها بقطرات ومراهم مسكنة مثل الهيدروفينوكول والسفراديكس.