تم مؤخرا بدار الثقافة بمولاي ادريس زرهون (نواحي مكناس) تقديم وتوقيع كتاب "تحولات المغرب القروي: أسئلة التنمية المؤجلة" للباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العطري٬ وذلك في إطار فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان بني عمار زرهون. ويركز الكتاب٬ الذي قدم في طبعته الثانية ويقع في 135 صفحة من الحجم المتوسط (عن "طوب بريس")٬ على القضايا الشائكة المرتبطة بأسئلة التنمية والإشكاليات التي تعيق تحقيقها بالبادية المغربية. ويتكون المؤلف الذي قدمه الخبير التربوي حسن علوض من سبعة فصول حول "من يملك الأرض في المغرب" و"المخزن في المجتمع القروي"٬و"مؤسسة (اجماعة) في المجتمع القروي"٬ و"الأعيان في المجتمع القروي"٬ و"الثابت والمتحول في وظائف العائلة القروية"٬ و"تحولات المجتمع الواحي"٬ و"زمن الهجرة في المجتمع القروي". وأوضح عبد الرحيم العطري٬ أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن كتابه عبارة عن دراسات حول العالم القروي بعدة مناطق بالمملكة تطرح مجموعة أفكار وخلاصات انصبت حول التنمية "المعطوبة" بالعالم القروي الذي يشهد بالكثير من التحولات. وأشار إلى أن الانتماء الحقيقي للإنسان المغربي هو القرية وليس المدينة٬ معتبرا أن المجتمعات القروية القديمة بالمغرب كانت متقدمة مقارنة بمدن وقرى اليوم. وبعد التأكيد على أن حل مشاكل المدينة يبدأ من حل مشاكل القرية التي ظلت منتجة للهجرة نحو المدن٬ أبرز الباحث أن المجتمع القروي كان يدبر خلافاته بطريقة حضارية٬ متسائلا عن سبب تضاؤل الثقافة الجماعية ونمو الثقافية الفردانية في المجتمع المغربي. من جانبه٬ أشار الباحث في المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة رشيد الجرموني إلى أن الكتاب يطرح أسئلة حول كيفية إخراج العالم القروي من الاختلالات التي يعاني منها والأعطاب التي عطلت مشروع تحديث القطاع الفلاحي والتنمية المأمولة٬ معتبرا أن العطري يؤسس من خلال هذا العمل لمنحى جديد في السوسيولوجيا. وألف الأستاذ العطري عدة مؤلفات في البحث السوسيولوجي٬ منها بالخصوص "دفاعا عن السوسيولوجيا" (2000)٬ و"سوسيولوجيا الشباب المغربي" (2004)٬ و"صناعة النخبة بالمغرب" (عن دفاتر وجهة نظر 2006)٬ ومن آخرها كتاب "الرحامنة: القبيلة بين المخزن والزاوية".