صدر٬ مؤخرا٬ للأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل كتاب جديد تحت عنوان «أناشيد الحركة الكشفية بالمغرب» عن منشورات مطبعة المعارف الجديدة. ويتضمن هذا الكتاب٬ الذي جاء في 256 صفحة من الحجم المتوسط٬ نبذة تاريخية عن الحركة الكشفية في المغرب٬ بين المؤلف من خلالها دور العائلة الملكية في إنشائها٬ وتشجيع الحركة الوطنية لها واحتضانها في وقت مبكر٬ نظرا للدور الذي كانت تضطلع به في غرس الروح الوطنية والقيم الأخلاقية السامية في نفوس الشبيبة المنخرطة فيها. كما يتضمن هذا الكتاب تراجم أعلام الحركة الكشفية الذين كان لهم دور بارز في نظم أشعار الأناشيد الكشفية وتعريبها وصياغة ألحانها ووضع قواعد تلقينها٬ مع إرفاق هذه التراجم بصور أصحابها. وخصص المؤلف القسم الأكبر من هذا الكتاب لشرح البنية الشعرية للأناشيد الكشفية٬ والتعريف بالأغراض التي تتطرق إليها٬ وتسليط الضوء على خصوصيات ألحانها وتلقينها والشروط الواجب توافرها فيمن توكل إليهم هذه المهمة. وأورد الأستاذ بن عبد الجليل في هذا المؤلف النصوص الشعرية ل136 نشيدا٬ ذيلها جميعها بتدوين ألحانها بالكتابة الموسيقية٬ وبذلك يكون قد أنقذ هذه الأناشيد من آفتي التحريف والضياع اللتين غالبا ما تتعرض لهما كل الموروثات الثقافية المتناقلة شفويا٬ ومنها الموروث الموسيقي٬ خاصة إذا كانت فرص سماعه قليلة ومقتصرة على فئة قليلة من أبناء المجتمع٬ كما هو الحال بالنسبة للأناشيد الكشفية. وقال الأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل٬ في مدخل هذا الكتاب٬ إن يسعى من خلال إصداره إلى «أن تدب الحياة من جديد في الأناشيد الكشفية بعد أن عفى الزمان على جلها٬ وأن تشق الطريق إلى أوساط المنخرطين في العمل الكشفي أشبالا وزهرات وكشافة٬ ومرشدات وجوالة٬ بل وحتى الرواد القدماء٬ حرصا على حفظ ألحانها ومساعدة القادة على تلقينها على وجهها الحق». وأضاف أن هذا الكتاب يأتي في سياق إنقاذ جزء من التراث الوطني المغربي الأدبي والغنائي٬ كما يأتي بغرض متابعة المشروع الذي أنجز المؤلف شطره الأول من خلال كتابه «الأناشيد الوطنية ودورها في حركة التحرير» الذي صدر سنة 2005 ضمن منشورات أكاديمية المملكة المغربية. وبهذا العمل التوثيقي٬ نصا ولحنا٬ يضع الأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل بين يدي مؤطري الحركة الكشفية والمخيمات الصيفية وأساتذة التربية الفنية٬ ذخيرة نفيسة من الأناشيد تناسب مواضيعها وألحانها المستوى العقلي والعاطفي لتلاميذ المرحلة الابتدائية والإعدادية٬ وتسهم في تحقيق نفس الأهداف التربوية والفنية التي تسعى إلى تحقيقها البرامج التعليمية المغربية الخاصة بالتربية الفنية.