بين أزرقين ساحلٍ ... وسماء بين أحمرين برتقالة شمس وتبر الصحراء بين أبيضين اِمتداد السّباسب وعلى هذا المدى تلوح خيمتُنا شامخة خضراء من بين لُحمتها وسَداها لألاءةَ النّجوم في حالك اللّيالي نراها بين الصّخر، في الملح، على الرّمل أو في الثّرى تُزهر في بهاها تباركتِ الزّيتونة سُبحانه في كلامه حَباها تونسيّة لا شرقيّة... ولا غربيّة ضاربةٌ جذورها في شرايين القلب نحو جهات الرّوح تفتح أهدابها عند الرّبيع ناعمةً، بيضاء هي الياسمين في اللّون والمسك شَذى فاكتُبي من مشكاة الله آلاءَك الدرّيّة تحت ريّان الّظلال شَعشعتِ الأنوار علينا منك في كلّ غصن والتّينُ والزّيتونُ... لمَذاق الخبز على جمرك سِحرُ أوّل الحب إذ نَغمسُ الرّغيف في رقراق روحك تسيلُ من الخابية معتّقةً من قديم العصور كأنّها رحيق الأرض حسناءُ الحسناوات وضاءةٌ، مملئة وعالية أنتِ سلامٌ، سلام في الزّمن نَشيخُ لا تكبُرين أكُلّما تاهت بأقدامنا شِعابُ الثّنايا عُدنا إليك بشيب السّنين فامسحي على الأحزان فينا والخطايا ... زجاجُ زيتك الوهّاج نورٌ على نور فينبلج فينا فجر جديد.