تألق الفنان مجيد بقاس٬ أحد سفراء موسيقى كناوة العريقة٬ مؤخرا بفضاء قصبة كناوة التاريخية بسلا٬ حيث أقيم الحفل الختامي لتظاهرة «قراصنة 2012» التي نظمتها٬ على مدى أسبوع٬ الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة تحت شعار «جني الأماكن». وفي أجواء ممزوجة بأهازيج موسيقى الجاز الإفريقي المغربي وألعاب السيرك المتنوعة لتلاميذ مدرسة السيرك (شمسي) رفقة فنانين أجانب في فنون السيرك٬ استمتع جمهور سلا الذي حج بكثافة لقصبة كناوة٬ بأروع المقطوعات الموسيقية للفنان بقاس ك «قافلة»٬ و«صحرا بلوز»٬ «رقصة الجمل»٬ و«الدايم الله»٬ و«مرحبا»٬ و«أقلاق» والتي تبرز ما يتميز به هذا التراث الموسيقي المغربي بإيقاعاته الثلاثية ومقاماته الخماسية وطابعه الإفريقي ذي الصبغة الخاصة. نجح مجيد بقاس٬ المنحدر من منطقة زاكورة الحبلى بالإيقاعات الموسيقية الغنية ك «أقلال» و«الركبة»٬ في جعل اللون الكناوي٬ خلال هذا الحفل الموسيقي٬ يتحد وينصهر مع مقطوعات موسيقية من أداء عازفين كبار من جنوب إفريقيا وفرنسا وفيتنام وإيرلندا٬ على عدة آلات موسيقية ك (الإيقاع) و(الباص)٬ و(القيثارة)٬ و(الساكسون)٬ (الكنبري)٬ و(القراقب). وحافظ بقاس على خصوصية موسيقى كناوة وأصالتها٬ فجاءت أعماله٬ التي يمزج فيها الكناوي بموسيقات جذورها إفريقية كالبلوز٬ معبرة عن مكنونات الروح وعن السلام والقيم الإنسانية المشتركة٬ زادتها لمساته الإبداعية الخاصة انسجاما واضحا٬ وحولتها إلى لغة لا تعترف بالحدود. وأكد مجيد بقاس بالمناسبة أن أداءه لمقطوعات موسيقية ممزوجة بحركات من فنون السيرك لتلاميذ مدرسة السيرك (شمسي) بسلا، على مدى ثلاث ساعات من الحفل٬ يعد أول تجربة له في هذا المجال.