المنتخب المحلي ينتزع جائزة «المليون دولار» على حساب ليبيا توج المنتخب المغربي المحلي بلقب كأس العرب لكرة القدم، للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على نظيره الليبي 3-1 بضربات الترجيح في اللقاء الذي جمعهما يوم الجمعة الماضي، على ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة. وانتهى الوقت الأصلي والإضافي للمباراة النهائية بالتعادل 1-1، ليلجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح. وكان الفريق الوطني سباقا للتسجيل عن طريق إبراهيم البحري، بعد انطلاق المباراة بخمس دقائق، لكن ليبيا عادلت النتيجة عن طريق فيصل البدري في الدقيقة (88). واستطاع المنتخب الوطني المحلي أن يستأثر باهتمام المتتبعين لهذه البطولة من خلال تحقيقه لنتائج قوية كرست تفوقه منذ البداية، حيث سحق منتخب البحرين برباعية نظيفة، ثم تعادل سلبا مع المنتخب الليبي طرف اللقاء النهائي واختتم مبارياته في المجموعة الثانية بفوز كبير على المنتخب اليمني برباعية نظيفة أيضا، وتصدر مجموعته برصيد 7 نقاط بفارق الأهداف عن المنتخب الليبي. وفي دور نصف النهاية استطاع أسود الأطلس التفوق على المنتخب العراقي 2-1 ليتأهلوا للمباراة النهائية. كما أحرز المنتخب المغربي لقب أقوى خط دفاع في البطولة، حيث لم يدخل مرماه سوى هدفين الأول بواسطة ضربة جزاء والثاني في المباراة النهائية قبل دقيقتين من انتهاء الوقت الأصلي، وكذلك أقوى هجوم برصيد 11هدفا في خمس مباريات، كما فاز ياسين الصالحي بلقب أفضل هداف في البطولة برصيد ستة أهداف. وقد اعتبر البعض أن هذا التتويج بمثابة دفعة جديدة للكرة الوطنية بفوزها بأول لقب عربي، كما أنه أول إنجاز للمدرب البلجيكي غيريتس، باعتبار أنه قد يخفف عنه الضغط الإعلامي والجماهيري الذي تعرض له منذ الإقصاء «المذل» من نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي نظمت مناصفة بين الغابون وغينيا الإستيوائية، وربما يكون هذا التتويج بداية مؤشر إيجابي على استعادة الكرة المغربية لتألقها وإنتعاش حظوظها في التأهل إلى المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014. ويأتي هذا الإنجاز في وقت لم تتذوق فيه كرة القدم الوطنية طعم البطولات القارية بعد غياب دام 36 سنة، أي منذ إحراز المنتخب المغربي للقبه الوحيد في كأس الأمم الأفريقية بإثيوبيا عام 1976 مع الجيل الذي كان يتكون من كوكبة من النجوم آنذاك أمثال، أحمد فرس، حميد الهزاز، أحمد بابا، مصطفى الشريف، الكزار، التازي، أحرضان وعبد المجيد الظلمي وآخرين... وأوضح غيريتس مدرب الفريق الوطني في تصريحه لموقع الجامعة بعد هذا التتويج، أنه لم يستطع أن يخفي إعجابه بمستوى الانضباط والاحترام السائد بين اللاعبين والطاقم التقني، معتبرا أن هذه المجموعة تعتبر استثنائية. وقال غيريتس إن هذه المجموعة تستحق التتويج باللقب، مضيفا «أننا قضينا وقتا طويلا مع بعضنا البعض، وتطور أداء المجموعة مع توالي المباريات.. وأعتقد أننا نستحق أن نكون في هذه المكانة التي وصلنا إليها اليوم». من جهتها، قالت نوال خليفة، عضوة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في تصريح صحفي، إن المنتخب الوطني مكون من عناصر محلية ذات مستوى عال وتمثل البطولة الوطنية، وقد ارتقت بدورها إلى درجة أسمى بالدخول إلى عالم الاحتراف، مضيفة أن هذه النخبة من اللاعبين أثبتت أنه سيكون بمقدورها، دون شك، تعزيز صفوف المنتخب الأول مستقبلا. وقالت إن المنتخب المغربي في طور البناء، ولتكوين فريق على المدى المتوسط والبعيد، لا بد من سياسة ومنهجية ناجعة لتكوين الفئات الشابة والصغرى لتطعم الفريق الأول، وهو عمل يتطلب جهدا كبيرا ومتواصلا وعناية خاصة، مثل الجهد الذي أثمر عن أول تتويج من نوعه في تاريخ المغرب.