شوارع العاصمة تغرق في بحر من النفايات وعمال النظافة يشتغلون بدون معدات مازالت مدينة الرباط لليوم السادس على التوالي عبارة عن مطرح كبير للنفايات المنزلية، حيث تنتشر الأزبال في كل الشوارع والأزقة بمقاطعة حسان وسط المدينة القلب النابض للعاصمة، والأحياء الكبرى الآهلة بالسكان (ديور الجامع، العكاري، المحيط...) نتيجة إحجام العمال عن جمع النفايات بسبب عدم توفر المعدات والآليات الضرورية للقيام بذلك فضلا عن نقص في اليد العاملة. غرق مدينة الرباط في بحر من النفايات ومعاناة الساكنة مع هذا الوضع البيئي الكارثي والذي يعد وصمة عار على جبين مدينة أصبحت تصنف ضمن التراث العالمي من طرف المنظمة الأممية / اليونسكو، يتزامن، حسب مصدر نقابي، مع المفاوضات التي يجريها مجلس مقاطعة حسان مع شركة فيوليا للنظافة من أجل تجديد عقد تفويض تدبير قطاع النظافة على مستوى تراب المقاطعة الذي انتهت مدته، حيث ترك العمال يواجهون ظروف عمل غير ملائمة تتميز بغياب معدات وآليات العمل وعدم إصلاح تلك التي أصيبت بأعطاب ميكانيكية وبغياب العدد الكافي من اليد العاملة نتيجة ظروف العطلة. وفي هذا الصدد أشار المصدر النقابي إلى أن الوضع الذي يوجد عليه وسط العاصمة حاليا لا يعود للعمال وبات يثير الكثير من التساؤلات، حول ما إذا كان الأمر يتعلق بضغوطات يمارسها كل طرف من جانبه (المقاطعة والشركة) قبل تجديد عقد التدبير المفوض للقطاع، مبرزا تسجيل تهاون من الطرفين فيما يخص توفير الآليات الضرورية للعمال للقيام بعملهم اليومي، هذا فضلا عن نقص حاد في اليد العاملة حيث لم يتم تعزيز الموارد البشرية بتشغيل عمال جدد تعويضا عن أولئك الذين غادروا لوصولهم إلى سن التقاعد، أو الذين يستفيدون من عطلتهم السنوية. وحسب ذات المصدر، فإن أزمة تراكم النفايات قد تجد لها حلا خلال الساعات القليلة القادمة، مؤكدا أن العمال ليسوا في حالة إضراب، حيث قاموا على سبيل المثال أول أمس الأربعاء بجمع حوالي 60 طن من النفايات على مستوى تراب المقاطعة لكن ذلك لم يكن له تأثير نظرا للنقص الحاد في اليد العاملة، مبرزا أن سوء التدبير ساهم في عدم توازن انتشار عمال النظافة على مجموع تراب العاصمة. وشدد المتحدث أن الأمر بات يتطلب تدخل مجلس المدينة باعتباره الجهة المكلفة بوضع عقود التدبير المفوض ودفاتر التحملات المرتبطة بها، وذلك للبحث في إمكانية الأخذ بعين الاعتبار المرحلة الانتقالية التي تفصل بين انتهاء مدة العقد وتجديده أو إجراء تعاقد جديد. يشار إلى أن مدينة الرباط كانت قد عاشت على وقع إضراب عرفه قطاع النظافة بداية هذه السنة، تم على إثره توقيع برتوكول اتفاق مع إدارة الشركة تحت إشراف رئيس الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بولاية الرباط عبد العالي بن ندير، وهو الاتفاق الذي التزمت الشركة بموجبه بالاستجابة لعدد من المطالب، منها الالتزام باقتناء معدات وآليات جديدة في إطار تحسين ظروف العمل، وتسوية الأجور الشهرية ومنحة السلامة، هذا فضلا عن إحداث مؤسسة للأعمال الاجتماعية وتخصيص منح سنوية للمستخدمين.