تظاهرة فنية يغلب عليها طابع التنوع والمراهنة على فئة الشباب بعد اطلاق نسخته الأولى السنة الماضية، بمبادرة مشتركة بين جمعية دكالة وإقليم مدينة الجديدة، يعود مهرجان جوهرة هذه السنة في دورة جديدة انطلقت يوم فاتح يوليوز الجاري تحت شعار «الموسيقى والرياضة، رافعات التغيير»، وتستمر الى السابع منه، ببرنامج فني وثقافي غني استقطب العديد من الأسماء الفنية المغربية والعربية الوازنة حشدت إليها جمهورا قدر بالآلاف. ومعلوم ان الدورة الماضية كانت قد شهدت نجاحا باهرا سواء على مستوى البرمجة او الحضور الجماهيري الواسع قدر ب 1.500.000 فرد، حيث عرفت مشاركة 500 فنان من المغرب، البرازيل، كولومبيا، ليبيا، البرتغال، إسبانيا، فنزويلا، لأورغواي، كوبا، الجزائر، الأرجنتين، الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب، أحيوا 50 سهرة و14 احتفالا في الهواء الطلق و5 عروض مسرحية ومعرضا كبيرا للفنون التشكيلية. وحسب المنظمين فان المهرجان مازال يلاحق طموحه بان يكون تظاهرة ثقافية تليق بإقليم الجديدة، بغناه الثقافي التاريخي البشري والاقتصادي، ورغبته الكبيرة في أن يشكل اقليم المستقبل انطلاقا من مؤهلاته الفلاحية والسياحية، كما يراهن على فئة الشباب باعتباره رهانا لربح المستقبل. وتتميز فعاليات مهرجان جوهرة بكونها تظاهرة ثقافية وفنية تمتد على مساحة تستوعب ثلاث مدن، وهي أزمور، والجديدة، وسيدي بوزيد، تعمل خلال أسبوع كامل على تحويل هذه المدن إلى فضاءات للعروض الفنية تسودها أجواء احتفالية، حيث تصبح الأزقة والساحات والشواطئ ساحات يعرض فيها فنانون من مشارب متنوعة كل في مجال اختصاصه، وكذلك فرصة لعشاق الموسيقى كي يعانقوا معشوقيهم من الفنانين ويستمتعوا بأدائهم على منصات موزعة على المدن الثلاث سالفة الذكر، مباشرة ومجانا. وتجدر الاشارة كون استعراض الافتتاح، الذي شهدته مدينة الجديدة مساء الأربعاء الماضي شكل فقرة متميزة حيث ضم150 فنانا من داخل المغرب وخارجه. وجابت العرائس العملاقة لمجموعة عروض الشارع، «لو كارامتران «، أهم شوارع المدينة لإطلاق حدث الموسم، «جوهرة »، والكشف عن حجم هذا المهرجان، وبُعده المتعدد الاختصاصات، وجانبه الاحتفالي. وتتكون مجموعة «لو كارامتران »، التي تأسست سنة 1998 من فناني كرنفال محترفين، موسيقيين، ممثلين، أصحاب عروض العرائس، أصحاب الأسهم النارية، بنائين، ونحاتين، تستعمل عرائس عملاقة اقتحمت المدينة، مقدمة عرضا متميزا ومعلنة في نفس الوقت انطلاقة عرس مدينة الجديدة. هذا، ناهيك عن فرق كناوة، عيساوة، الشيخات، الدقة المراكشية، وأطفال يحملون رايات بألوان المهرجان. عملوا جميعا على تنشيط شوارع الجديدة ضمن بوتقة بديعة من الغناء، والإيقاعات والرقصات. من جهة أخرى تعد مجموعة روتانا الخليجية شريكا بارزا خلال الدورة الثانية وذلك على خلفية العقد الذي تم إبرامه في وقت سابق بين كل من سالم الهندي رئيس قناة روتانا للموسيقى، ومحمد السائري مدير مهرجان «جوهرة». وستقوم قناة روتانا بموجب هذا الاتفاق بنقل حفلات مهرجان «جوهرة» على قنواتها المختلفة. ومن بين ابرز فقرات البرنامج الموسيقية، التي مازالت تجري أطوارها الى غاية يوم غد السبت حيث سيكون حفل الختام مليئا أيضا بالمفاجآت. نذكر مشاركة ثلاثة فنانين مغاربة كبار في النمط العصري الفنانة لطيفة رأفت أما في النمط الشعبي وهو القريب الى وجدان جمهور مدينة الجديد يشارك الفنانان الشعبيان عبد العزيز الستاتي ونجاة اعتابو أما في بخصوص الموسيقى الأندلسية يشارك الفنان عبد الرحيم الصويري، وهو أحد أبرز ممثلي الموسيقى العربية الأندلسية، هذا النوع الذي قام بتحديثه و جعله شعبيا في الساحة الوطنية و العالمية. ويمثل تراثنا الامازيغي البديع هذه الدورة مجموعة رباب فيزيون وهي فرقة موسيقية أمازيغية نشأت سنة 2008 في أكادير تتكون من 6 أفراد، من ضمنهم بوحسين فلان، العازف الشهير على الرباب. وباشتغالهم على هذا التراث البديع، أراد هؤلاء الشباب أن يعيدوا لآلة الرباب ذات الخصوصية المغربية أمجادها على الساحة الفنية وأن ينهضوا بالأغنية الأمازيغية لدى الشباب؛ ذلك لأن رباب فيزيون تستلهم أساسا من التراث الموسيقي التقليدي السوسي، مع انفتاحها على الموسيقى العالمية. إنه لون موسيقي أصيل تكشف عنه الفرقة في كل أغنية من أغانيها وفي كل عرض تقدمه. وتعتبر الفرقة ذاتها ك «مبدعة في الموسيقى» تقدم أغاني حية تنخرط ضمن نقطة التقاء مختلف الثقافات والموسيقات. كما لا يجب أن يغيب عنا ذكر مشاركة أحد الفنانين الجديديين الكبار الذي أحيا حفل الافتتاح ليلة الاربعاء الماضي، المقصود به الفنان بوشعيب الجديدي هو فنان مغربي معروف على الساحة الفنية الوطنية والعربية، كرمز للموسيقى الشرقية و العربية. أما بالنسبة للشباب فان الدورة كانت بالغة الكرم تجاههم عبر برمجة العديد من الفقرات التي ينشطها فنانون شباب برزوا في السنوات الاخيرة وامتد اشعاعهم ليغزو الساحتين العربية والدولية من بينهم مجموعة هوبا هوبا سبيريت الغنية عن التعريف وتنتمي فرقة هوبا هوبا سبيريت، الى مدينة الدارالبيضاء حيث تأسست سنة 1998، صارت بعدها مرجعا للمشهد الموسيقي المغربي المعاصر. ومنذ نشأتها، أصدرت الفرقة 5 ألبومات وقدمت 300 عرض غنائي داخل المغرب وخارجه. ونجحت الفرقة في التميز من خلال المزج بين الروك القوي وإيقاعات شمال إفريقيا. كما يشارك فنان الراب محمد مزوري، المدعو مسلم، المزداد بطنجة سنة 1981، ينتمي إلى مجموعة شباب الراب التي تحرك الساحة الموسيقية المغربية الحالية. أما بالنسبة لعشاق الراي فتتميز الدورة بمشاركة الشاب رضى الطالياني وبالخصوص ذلك المغني الذي ألفنا منه اشعال النار وإلهاب مشاعر جمهوره العريض الشاب بلال. أما المشاركة العربية فتشمل نخبة من الفنانين اللبنانيين منهم ملحم زين، وفارس كرم، ورولا سعد. ويبدو أن برنامج الدورة الثانية لمهرجان جوهرة يطمح الى الاستماع الى كل الأذواق عبر تنوعه وتعدد الانماط الفنية التي يستوعبها وفي هذا الباب سيجد زوار مدينة الجديدة من عشاق النحت والفنون التشكيلية ضالتهم من خلال اقامة العديد من المعارض حيث يحتضن رواق الشعيبية طلال بالجديدة، ورواق أحلام لمسفر ورواق أقواس رحول بأزمور، مجموعة مركزة من الفنون التشكيلية 100 % مغربية. وقد خصص المنظمون كل يوم لصنف خاص. اضافة الى العديد من المعارض التي ستؤثثها أعمال فناني الجهة وفنانين آخرين من مختلف جهات المغرب.