فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال أكثر من 8 آلاف أسير فلسطيني بينهم العشرات من الأطفال والنساء في ظروف سيئة، أكدت مصادر فلسطينية الثلاثاء بأن عشرات الأسرى الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، استشهدوا عقب شهور من إطلاق سراحهم نتيجة الأمراض الخطيرة التي أصيبوا بها وهم داخل معتقلات الاحتلال. وأكد وزير الأسرى بحكومة غزة المقالة محمد فرج الغول، وفاة العشرات من الأسرى المحررين بعد الإفراج عنهم نتيجة الأمراض الصعبة والخطيرة التي عانوا منها خلال فترة الاعتقال، وعدم تقديم العلاج المناسب لهم من قبل إدارة السجون، الأمر الذي فاقم معاناتهم وأدى إلى تراجع حالتهم الصحية إلى حد الخطورة، وانعدام الفرصة في الشفاء بعد أن استفحلت الأمراض في أجسادهم. واعتبر أن ما يجرى للأسرى المحررين هو سياسة ممنهجة ومقصودة بهدف الانتقام منهم بعد خروجهم من السجن، وتحويلهم إلى أجساد مريضة منهكة تشكل عالة على أسرهم ومجتمعهم، بعد إهمال علاجهم من الأمراض التي أصابتهم خلال الاعتقال، حيث استشهد بعضهم ولا يزال البعض الآخر طريح الفراش يعاني من أثار السجن. واستعرض الغول أسماء بعض الأسرى المحررين الذين استشهدوا بعد التحرر ومنهم فايز زيدات من الخليل، الذي أصيب بمرض السرطان في السجن، والأسير المحرر مراد أبو ساكوت، والأسير المحرر هايل أبو زيد من الجولان، والأسير المحرر خميس الفار الذي أصيب بسرطان الرئة، وغيرهم العشرات الذين ارتقوا بسبب تلك الأمراض التي أصابتهم نتيجة ظروف السجن القاسية، وجراء الإهمال الطبي، وفى بعض الأحيان تقديم أدوية غير مناسبة لحالة المرضى. وحمل الغول سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر ربيع علي حرب (27 عاما)، من بلدة سكاكا بمحافظة سلفيت مساء الأحد الماضي، نتيجة تردي وضعه الصحي خلال فترة الاعتقال، حيث كان قد أصيب بشلل نصفي بعد إطلاق النار عليه خلال اعتقاله بتاريخ 2006/11/5. وأوضح الغول في تصريح صحافي أن الأسير المحرر الشهيد حرب عانى خلال اعتقاله من سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى، ورغم خطورة حالته وإصابته بالرصاص في كل أنحاء جسده، الأمر الذي أدى إلى إصابته بشلل نصفي وتقطيع في الأمعاء ومشاكل في المسالك البولية وآلام حادة في جسمه، إلا أن الاحتلال مارس بحقه التعذيب الشديد، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين، أمضاها في مستشفى سجن الرملة وهداسا دون أن يطرأ أي تقدم على حالته الصحية. وأشار إلى أن الشهيد حرب أطلق سراحه في 2008/10/12، لتستمر معاناته، وقد سافر إلى الصين للعلاج هناك وعاد قبل شهر تقريبا، إلى أن استشهد الأحد الماضي. وناشد الغول المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه الأسرى المحررين فهم ضحايا لانتهاك الاحتلال للقانون الدولي الإنساني، والتحقيق في وفاة العشرات منهم بعد الخروج من السجون، لارتباط أسباب الوفاة بالظروف القاسية التي عاشوها داخل تلك السجون.