بعد مفاوضات سرية استمرت لشهور، استطاعت المجموعة الفرنسية «دانون»، كسب صفقة الاستحواذ على حصة 37.8 في المائة للشركة الوطنية للاستثمار في رأسمال «مركزية الحليب». وتعد «دانون» ثاني مجموعة فرنسية تستحوذ على قطاع حيوي بالمغرب، بعد استحواذ المجموعة الفرنسية «سوفيبرتيول» فرع الزيت والبروتينات النباتية، على شركة «لوسيور كريستال» لإنتاج الزيوت. إلى ذلك، أفاد بلاغ لمجموعة «دانون» الفرنسية، حصلت بيان اليوم على نسخة منه، أن حصة المجموعة ارتفعت إلى 67 في المائة في رأسمال «مركزية الحليب»، بعدما كانت لأزيد من 10 سنوات مستقرة في 29 في المائة. وأكدت المجموعة في بلاغها، أن قيمة الصفقة بلغت 550 مليون أورو حوالي 6 ملايير درهم. وكانت مصادر داخل بورصة الدارالبيضاء قد تحدثت عن أن أسهم شركة «مركزية الحليب» لن تطرح وحدها للبيع، وإنما في إطار شركة قابضة تحمل اسم «يومي هولدينغ» التي تضم أيضا شركة «بيمو» للبسكويت وشركة «صوتيرما» للمشروبات الغازية والمياه المعدنية. وكان المدير العام ل»مركيز الحليب» قد قال في مناسبة سابقة، أن الشركة ستفتح رأسمالها في وجه مجموعة من الشركاء. وفي سياق متواصل، يرى مراقبون، أن منتجي الحليب بالمغرب، سيحاولون رفع «الاحتكار» على المجموعة الفرنسية، بعد سيطرتها على «مركزية الحليب». وتستعد SNI إلى تفويت حصة في «كوزيمار»، لكن المجموعة التي ستشتري حصة في شركة «كوزيمار»، ستبحث عن ضمانات من الدولة، باعتبار أن مادة السكر من المواد المدعمة من طرف صندوق المقاصة، حسبما يرى محللون. يشار إلى أن شركة مركز الحليب تعد الأولى في قطاع الحليب ومشتقاته بالمغرب، مدرجة منذ سنة 1974 ببورصة الدارالبيضاء، ولها شراكة مع شركة دانون الفرنسية، حيث تملك الشركة الوطنية للاستثمار 55 في المائة و»دانون» الفرنسية 29 في المائة من رأس مال الشركة التي تأسست سنة 1959، وتقوم «المركزية للحليب» بجمع ما يناهز 500 مليون لتر من الحليب سنويا، أي ما يعادل نصف الاستهلاك الوطني من مادة الحليب الطري، وذلك عبر 973 مركزا بمختلف مناطق المملكة بزيادة 122 مركزا في 2010، وتضم ما يناهز 112 ألف كساب، ليقوم المركز بتحويلها وتوزعيها على أكثر من 50 ألف نقطة بيع بالمملكة.