تقديم التراث العريق بشكل عصري أكد مدير المهرجان الوطني للفنون الشعبية محمد نايت امبارك، مؤخرا بمراكش، أن هذه التظاهرة الفنية لا يقتصر دورها على الفرجة فقط، بل تضطلع أيضا بدور ثقافي، يتمثل أساسا في تقديم هذا التراث العريق بشكل عصري يثير اهتمام الشباب به. وأضاف نايت امبارك،، على هامش الدورة السابعة والأربعين للمهرجان الوطني للفنون الشعبية المنظمة مابين 20 و 24 يونيو الجاري،أن الإطار العام الذي يتم من خلاله تقديم العروض الفنية بقصر البديع مساء كل يوم، يعيد ذاكرة الجمهور إلى ما كانت عليه المواسم والأحياء من قبل، كأماكن مناسبة للفرق الفلكلورية للتنافس فيما بينها وإبراز مواهبها. وأبرز أن المهرجان الذي تتوالى من خلاله العروض الفنية، يجعل الشباب يتعايش بشكل كبير مع الفنون الشعبية ويستمتع بأداء الفرق المشاركة ويقف على علو كعب عناصرها ويلمس مدى تناسقها وانسجامها وذلك من خلال عزفها وإنشادها للأبيات الشعرية التي تؤديها. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل هذه المجموعات الفلكلورية ومحافظتها على تراثها عبر الاستمرار في أداء واجبها المتمثل في ضمان الاستمرارية ونقل تجربة روادها إلى الأجيال الصاعدة، مشيرا إلى أن المهرجان حافظ على طابعه الخاص وذلك في إطار إخراج يتسم بالإبداع وبنظرة جديدة في التقديم وفي توظيف التقنيات الحديثة. وأوضح، من جهة أخرى، أن الاستعراض الذي شمل أهم شوارع مراكش، والذي يعتبر إحدى الفقرات الهامة بالنسبة للمهرجان، عرف إقبالا كبيرا لساكنة المدينة وزوارها وذلك رغبة منهم في الوقوف على الأفكار الجديدة التي جاء بها المهرجان، والتي نالت استحسانهم وإعجابهم. وأشار إلى أن هذا الاستعراض يجسد بالفعل الإرادة القوية لكل الفاعلين في هذا المجال من أجل ضمان استمرارية المهرجان والحفاظ على هذا التراث الغني والمتنوع والعمل على تقديمه بشكل حديث ودون تمييع. وتشكل هذه التظاهرة، التي تعتبر من بين أقدم المهرجانات المغربية، والمنظمة من قبل مؤسسة المهرجانات بمراكش، بتنسيق مع عدد من الشركاء، تراثا وطنيا، يتضمن مجموعة من التقاليد والعادات المغربية، الواجب الحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال الصاعدة. ويتضمن برنامج المهرجان، المنظم تحت شعار "المهرجان الوطني للفنون الشعبية، شاهد على تراث متجدد"، إقامة قرية للمهرجان بفضاء حدائق الزيتون لغابة الشباب بالمدينة الحمراء، تخصص لتقديم الفنون الشعبية والتقاليد إلى الجمهور بهدف خلق جسر للتواصل والتعريف بمميزات هذا التعبير الفني المغربي الأصيل. وستتميز هذه الدورة بتخصيص إقامات يجتمع فيها المعلمون بفرقهم التقليدية وفنانون مغاربة من الجيل الجديد قصد تسهيل التواصل بين الأجيال وإشراكهم جميعا في لحظات إبداع متميزة. وتشارك في هذه الدورة فرق فلكلورية تمثل مختلف جهات المملكة من بينها عبيدات الرمى وأحيدوس عين عرمة وأحواش إيمنتانوت وأحواش وارززات وأحواش تيسينت وعيساوة والدقة المراكشية وكناوة والكدرة.