تعيش مدينة مراكش، ابتداء من 20 يونيو الجاري، وعلى مدى خمسة أيام، على إيقاع الدورة 47 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمشاركة 300 فنان وفنانة، و19 فرقة تراثية فلكلورية من مختلف أرجاء المملكة، لافتتاح المهرجان بأهازيجها التراثية، بالإضافة إلى رواد الأغنية الشعبية. وأصبح المهرجان الوطني للفنون الشعبية أحد أقدم مهرجانات المغرب، والذي ينظم من طرف مؤسسة مهرجانات مراكش، حدثا فنيا متميزا، وموعدا سنويا للاحتفال بالتراث الفلكلوري المغربي من أجل المحافظة عليه واستمرارا لإشعاع التراث الشفهي داخل التنوع الثقافي للمغرب. ويتميز البرنامج العام للمهرجان بمجموعة من الفقرات والعروض الفنية، التي تراهن على التنوع الثقافي، وإدماج مقاربة النوع لدى الفرق المشاركة، وتشبيبها وفق تصور جديد للحدث مستمد من التقاليد، ويروم التحول نحو التجديد والإبداع من أجل الوصول إلى السنة 50 لميلاد المهرجان. ويتضمن برنامج هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "القافلة"، عروضا فنية للأهازيج الشعبية، ورقصات فلكلورية وموسيقية تراثية للفرق المشاركة من مختلف مناطق المغرب، من بينها فرق المنكوشي، والغيطة، وعيساوة، وعبيدات الرمى من الشمال الشرقي، وفرق الركبة، والكدرة، وأحواش تيسينت، وهوارة، وأحواش ورززات، من الجنوب، وفرق حاحا تمنار، وأحواش إيمنتانوت، وأحيدوس، وتازاويت، من الأطلس، وفرق الحوز أو العيطة الحوزية، والدقة المراكشية، وكناوة، وأولاد سيدي حماد أو موسى من الحوزومراكش. كما يشارك 500 تلميذ في استعراض لالتقاء الفنون بسكان مراكش، جنبا إلى جنب مع 600 فنان في جولة عرض على مسافة 3 كيلومترات، من ساحة 16 نونبر إلى ساحة جامع الفنا. وسيحتفي المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته السابعة والأربعين، برائد الأغنية الشعبية حميد الزاهير، في حفل خاص تكريما لمساره الفني الحافل. ويسعى المنظمون إلى منح الجمهور فرصة الاستمتاع بأفضل أغاني بعض الفرق الشعبية المشهورة في لحظات موسيقية ساحرة، من خلال برمجتها بقرية خاصة بالمهرجان في غابة الشباب بباب الجديد، التي تحتوي على مجموعة من المنصات الخاصة بالعروض الداخلية والخاصة. وسيحظى الجمهور، مغاربة وأجانب، بالاستمتاع برقصات تؤديها مجموعات فولكلورية شعبية، فضلا عن أنه سيمكن من اكتشاف أصالة وتنوع الفولكلور المغربي وتراثه الشعبي في مختلف تجلياته الثقافية والفنية، واكتشاف الموروث، من خلال فنون تقليدية عريقة. وحسب المنظمين، فإن المهرجان الوطني للفنون الشعبية يعد فرصة لتثمين الموروث الثقافي المغربي، وإنعاش الأنشطة السياحية بالمدينة الحمراء ووجهاتها، فضلا عن أنه يشكل فضاء لتلاقح الفنون الشعبية المغربية مع الموسيقى العالمية. كما يعتبر مناسبة لترسيخ المكانة السياحية لمراكش. وقال كريم العشاق، رئيس مؤسسة مهرجانات مراكش، إن فكرة "قرية المهرجان" التي أدمجت لأول مرة في الدورة السابقة، جرت تنميتها وإغناؤها أكثر هذه السنة، إذ ستنجز وفقا لبرمجة غنية المحتويات. وأضاف العشاق، في ندوة صحفية عقدتها مؤسسة مهرجانات مراكش، لتسليط الضوء على الدورة 47 من المهرجان، أنه جرى تخصيص إقامات يجتمع فيها "المعلمين" بفرقهم التقليدية، وأيضا فنانون مغاربة من الجيل الجديد، لضمان لحظة لقاء وإبداع متميز بين مختلف الأجيال. وأشار العشاق إلى أن "مجهودات المؤسسة مستمرة لإعادة تموقع هذا المهرجان كحدث كبير في المشهد الثقافي، وستستمر في دورها في التنمية المستدامة الاجتماعية، والثقافية، والفنية، والسياحية والاقتصادية"، موضحا أن المهرجان يراد منه أن يكون واجهة حقيقية للتاريخ الوطني