اختتمت، مساء أمس الأحد بفضاءات قصر البديع بمراكش، فعاليات المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته السادسة والأربعين، على إيقاعات فنية فلكلورية مستوحاة من وحي فنون التراث الشعبي المغربي الأصيل، التي أثثت وصلاتها العديد من الفرق الشعبية. وشكل الحفل الختامي لهذه الدورة المنظمة تحث شعار "تراث القرن في تجدد "، مناسبة للجمهور الكبير الذي حج لمتابعة والاستمتاع بمجموعة من اللوحات الفنية ضمت رقصات وأهازيج مستوحاة من الموروث التاريخي المغربي، التي أبدعت في تقديمها حوالي عشرين مجموعة فلكلورية قدمت من مختلف جهات المملكة ومن قبائل جبال الأطلس الكبير والمتوسط والصغير. ويعد المهرجان الوطني للفنون الشعبية الأقدم على المستوى الوطني (1960)، مناسبة لتثمين الموروث الثقافي المغربي كما أنه يشكل أحد الآليات الكفيلة بإنعاش المنتوج السياحي بالمدينة الحمراء وترسيخ مكانتها السياحية التي تتميز بها على الصعيدين الوطني والدولي، فضلا عن كونه يعتبر فضاء للتلاقح بين الفنون الشعبية المغربية والموسيقى العالمية. وتضمن برنامج هذه الدورة التي نظمت، مابين 29 يونيو الجاري و3 يوليوز الجاري تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، إحياء عروض فنية للأهازيج الشعبية ورقصات فلكلورية وموسيقية تراثية للفرق المشاركة من مختلف مناطق المغرب، كفرقة المنكوشي والغيطة وعيساوة وعبيدات الرمى من الشمال الشرقي، وفرقة روكبة والكدرة وأحواش تيسينت وهوارة وأحواش ورززات من الجنوب، وفرقة حاحا تمنار وأحواش إيمنتانوت وأحيدوس وتازاويت من الأطلس، وفرقة الحوزأو العيطة الحوزية والدقة المراكشية وكناوة وأولاد سيدي حماد أو موسى من الحوزومراكش. وبالموازاة مع ذلك ،كان للجمهور المراكشي، خلال هذه الدورة، التي خصصت لأول مرة قرية بمنطقة غابة الشباب خاصة بالمهرجان لتكون فضاء للتلاقي والتلاقح وميدانا للتبادل الثقافي والفني، موعد مع ألوان مختلفة من الموسيقى الشعبية في عرس فني بهذه القرية، رفقة مجموعة أولاد البوعزاوي وجيل جيلالة والفنانة الشعبية الداودية وعبد الرحيم الصنهاجي وحميد القصري وسعيد موسكير وا لفنانة الأمازيغية تاشينويت والفنان الشعبي الستاتي، إلى جانب فرق غنائية من الهند. ويسعى منظمو المهرجان، الذي شارك فيه حوالي 500 فنان وفنانة يمثلون مختلف المناطق المغربية، أن تجسد دورة 2011 صورة حقيقية لقيم التسامح والتضامن، والترحاب وقبول الآخر، خاصة بعد الحادث المأساوي الذي شهدته مؤخرا المدينة الحمراء، وجعلها رمزا للتعايش والتفاعل الثقافي، وتجسيدا للروح الوطنية الحقيقية في الحفاظ على قيم السلم والتسامح. وقد تجند لدورة 2011 فريق شابي جديد للعمل تقوده مؤسسة مهرجانات مراكش ويتمتع بروح تتشبث بالمروث الثقافي والحضاري المغربي الخصب والأصيل مع الارتباط بالتواصل الابداعي الحديث ومسايرة العصر والتجديد. وعلى امتداد خمسة أيام، شهدت قرية المهرجان تنظيم فضاءات للورشات التربوية ومعارض وندوات لضمان تواصل جيد وتفاعل فني وثقافي في مستوى تطلعات الجمهور الذي دعي خلال هذه الدورة الى المشاركة والاستفادة من مرافق المهرجان الوطني للفنون الشعبية.